أديبنا الراحل ( البروفيسور ) عبد الله الطيب هذا العالم النحرير المثقل بالعلوم لدرجة جعلت حتى ضحكته نادرة وكنت دوماً أخاله غارق في الكتب والمعارف حتى على حساب حياته وفسحات الحياة ..
وقد وجد في هذه الإنجليزية ( الصارمة ) ( خِلقة )
البهيجة ( روح ) صنواً ورفيق …ووجد كل واحد منهما نصفه في الآخر وكان الزواج كاقتران الألف بواو الجماعة ولا فكاك …!!
وبدا مشوار العمر إنجليزي الملامح والأجواء حتى جاءت معه للسودان منتقلة من توقيت غرينتش الى خط الاستواء ….
فكان الرجل وطنها ومن خلاله أحبت المكان …
وصارت جزءاً من النسيج …..
ولأنها تشكيلية محترفة تخرجت من كلية ( تشيلسي ) للفنون والتصميم استطاعت ان تستوعب المخزون الفني والثراء الثقافي لبلد زوجها وتماهت معه ووقعت في غرامه هي الأخرى فكانت إنجليزية الأصل والملامح سودانية الهوى والميول ..
قدمت ( جيرزلدا ) قيمة نادرة في الوفاء إذ ظلت ملازمة لهذا الرجل طيلة هذه العقود وحتى بعد رحيله ظلت هذه المرأة مرابطة في داره تعيش على ذكراه وتحتفي بإرثه وتدافع عن مخلفاته العلمية القيمة …
في لوحة إنسانية رائعة تحكي عن سحر المشاعر
وعمق المودة وعظمة السكن …
تتحدث السودانيه بلسان إنجليزي ( هجين )
وتحتفي بكل ماهو سوداني في موسم الرحلة الى الجنوب
حيث التقت ( التميراب) ب ( تشيلسي) بعيداً عن حدود الجغرافيا وتقاطعات الثقافة وتباين المكان
إلى الروح الإنسانية…وتصاريف الهوى .. والقسمة والنصيب
أحبت ( جيرزلدا ) السودان ورافقت رمزنا عبد الله الطيب في رحلة طويلة من الحب والوفاء وأوصت أن تدفن إلى جانبه على ضفاف النيل بعيداً عن التايمز
فهنيئاً لك بأرض أحببتها وأحبتك ….
حضنتها وضمتك
ننعيك اليوم للإنسانية والسودانيين قبل الإنجليز فأنت إبنتهم بالعرق والمولد و ( حقتنا ) بالعشرة والموعد
وداعاً ( جريزلدا )الطيب
زهرة لندن وبنت السودان 🌹