هي دنيا تعيشها.. غنياً أو فقيراً أو مستور الحال أو بين بين.. وكل إنسان يعيشها بطريقته الخاصة.. واليقين فيها كلما كان متوفراً عند أي شخص كان سبيلاً طيباً لعيش كريم وقلب رحيم، واجتياز للعقبات وتمتع بما يقسمه الله له من قضاء للحاجات..
الكل يبحث عن السعادة ويحسبها في الحصول على المال الكثير فقط، ولكنها في الحقيقة هي في رضا الله ومحبة الناس وصحة وعافية وعمل خير بما تجود به النفس مما يقدّره لها الله من نصيب وقسمة من المال والأبناء.. ولو أراد الله أن يجعل الناس جميعاً في وضع واحد وحالة من الرزق واحدة لقدر ذلك جل جلاله.. ولكن حكمته تجلت فيها هكذا لتستقيم حياتنا كما يريدها هو تماماً كما أصابع اليد.. فهي تشمل الطويل والقصير والمختلف عنهما، وكل منها يؤدي وظيفة لوحده..ثم هي جميعاً تقوم بمهمة جماعية يستفيد منها الإنسان..والناس كذلك كل واحد منهم يقوم بما يهمه لوحده..ثم إذا عمل الناس جميعاً يؤدون عملاً في صالح الكل..
والناس مختلفون فيما يقدره الله لكل واحد منهم.. ورغم ذلك يمكنهم أن يسعدوا بالنية الطيبة الخالصة لوجه الله بما قسمه الله لكل واحد منهم، ويشقوا بعمل سيئة تنزع إلى الشر وغمط الآخرين حقوقهم..
أخي.. أختي.. إذا جرى الواحد منا جري الوحوش فغير رزقه لا يحوش؛ لأن الحياة رزق مكتوب لنا مهما كان قد تتخللها السعادة أو الحزن أو المرض والألم.. فعلينا أن نغتنم أي فرصة فرح فيها فنبستم ونضحك.. فالدنيا إلى زوال وحساب من الله في يوم آخرة لا يعلمه إلا هو ويبقى عمل الخير والذكرى الطيبة..
———————-؛