إن اكثر ما يخيف الكيزان هي كلمةالحرية والديمقراطية ودولة المواطنة والقانون فالاسلاميون لا يعرفون الا الظلام والعمل السري تحت الارض وفي الانفاق المظلمة ولا شيء يقلق مضجعهم الا النور والحرية والشفافية.
فالكيزان هم النسخة الاسوأ والجانب المظلم من الاحزاب العقائدية ويتبعون في ذلك خطى اليهود والمبادىء الماسونية ويطبقونها بحذافيرها وباسوأ من حذافيرها في عملهم السياسي والمجتمعي ولكنهم يوارونها بغلاف ديني وطلاء اسلامي من الخارج وقد اعترف الترابي في كتابه الحركة الاسلامية التطور والمنهج والكسب بانهم استفادوا من الحزب الشيوعي تنظيميا في العمل الحركي والسري والخلايا وبالمناسبة هذا الكتاب شبه محظور لان الترابي فضح فيه نيتهم وكسبهم ومنهجهم.
انا لا اعول كثيرا على الديمقراطية التي يتشدق بها هؤلاء القوم وانما هي وسيلة ويستخدمونها بالغش والخداع وشراء الذمم ورفع الشعارات الاسلامية والدينية كمايستدرون عطف المجتمع بالدين وضرب اخلاق الاخرين عن طريق استدعاء امراض المجتمعات الاخرى المقززة والدنيئة واسقاطها على المعارضين وتخويف الناس بها على انهم مويدين لها مطالبين بها يسعون لتطبيقها على المجتمع السوداني وهي من الخدع التي يوهمون الناس بها لضرب الاخرين سياسيا.
وقديما قال الامام الاوزاعي ان الذي يقول ان الآخر كذا وكذا فهذا لا يريد إلا مدح نفسه وتزكيتها.
عندما يصل الاسلاميون الى السلطة بهذه الطريقة او اي طريقة اخرى هم اشد الناس باسا على المسلمين وغير المسلمين ولا يراعون فيهم عهدا ولا صداقة ولا قرابة ولا حتى صلة رحم وما يحدث الان من قتل لشباب المتظاهرين دليل على انهم لا يراعون حرمة الدماء ولا حق الاخر في التظاهر ولا حتى صغر سنهم وانما القتل جزاء كل من تسول له نفسه المطالبة بالحياة الكريمة او السلطة التي يرونها حكرا لهم وان الحياة منة يمنحونها لمن يشاءون حسب زعمهم وتقديرهم.
وهم يعملون تماما عكس الاية الكريمة التي يقول فيها عز من قائل (اشداء على الكفار رحماء بينهم) فهم اشداء على المسلمين والمواطنين اشد ما تكون الشدة ويتزلفون للكفار من اجل استمرار بقائهم حتى لو كان الكافر القيصر بوتين ولا يتورعون في الجلوس بين يديه طالبين الحماية والعون والمساعدة.
وانا لا أعول كثيرا على حديثهم عن الديمقراطية لانهم هم الذين زعزعوا الديمقراطية الثالثة باضراباتهم عن العمل ومظاهراتهم الكثيرة ثم هم الذين انقلبوا عليها بليل عن طريق العسكر وهم لا يقاتلون الناس الا بحبل من العسكر او من ورء جدر وليس هذا من الدين.
يوهمون الناس بالحديث عن الديمقراطية وان الاخرين لن يستطيعوا ان يحصلوا على شيء منها ولكن اليسار يعرفون قدرهم ويعلمون تمام العلم انهم لن يحصلوا الا دوائر قليلة وقد لا يحصلون على شيء منها الا ان ذلك لا يعني انهم لا يطالبون بالديمقراطية لان مناخ الحرية هو حصانة للجميع من تغول الاسلاميين على المال العام والوظائف العامة والكبت والقهر والقتل الذي تمارسه الحركة الاسلامية باسم الدين وسفك الدماء الذي تمارسه باسم الجهاد وفي تقديري ما هو بجهاد ولا علاقة له بالجهاد من قريب اوبعيد.
كل هذه الجلبة وصراخ الاسلاميين من فولكر ومن اليسار هو لتخوفهم من الحرية التي تعني النور والشفافية وتخوفهم من دولة القانون لانهم لا يريدون الا العمل في الظلام والافلات من العقاب ولن يتم لهم ذلك الا بعيدا عن القانون والانظار.
ان عدوهم الوحيد ليس فولكر او اليسار او الغرب كما يدعون بل إن اعدى اعداءهم هي قيم الحرية والشفافية والوضوح ودولة المواطنة والقانون.