كالعادة تلقى منتخبنا الوطني هزيمة مذلة بثلاثية بيضاء أمام المنتخب الموريتاني بنواكشوط في بداية مشوار ابناء المدرب برهان تية في تصفيات الكان المقررة العام القادم بكوت ديفوار، شوط اللقاء الأول إنتهى بتقدم أصحاب الأرض بثنائية نظيفة دونها المهاجم ابوبكر كامارا .. وفي شوط اللعب الثاني، أضاف البديل عبدالله محمود الهدف الثالث بعد لحظات من دخوله.
الهزيمة القاسية لم تفاجئ أحد إلا المدرب المخضرم تية ورهطه (محسن علامات) وبشة واحمد النور وبقية (الكورس) حيث طفق يبرر للهزيمة الكارثية في المؤتمر الصحفي الذي عقب المباراة حيث حمّل حكم المواجهة من الرأس الأخضر الحكم فابريسيو دوارتي مسؤولية الهزيمة ولم يعترف بأخطاءه الكارثية وضعف توليفته التي أختارها للمواجهة حيث قال تية في المؤتمر الصحفي : ( خسرنا المباراة في خمس دقائق حين استقبلنا الهدف الأول والثاني ، لانرمي الهزيمة بالكامل على التحكيم لكن تعرضنا لظلم بشعوأضاف حكم اللقاء احتسب ركلة جزاء غير صحيحة على منتخبنا أحرز منها الموريتاني الهدف الاول، وتقاضى عن أخرى صحيحة لنا بالشوط الثاني واستطرد تيه: الدهشة أصابت الجميع والحكم ينقض هدفنا الصحيح الذي كان سيغير مسار المباراة ،اللقاء يلعب على جزئيات و لم نكن نود الاعتماد على الارسال الطويل ، لاعبونا لايمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع تفاصيل وجزئيات تحسم مثل هذه المباريات ،التصفيات بدأت ولم تنتهي و سنعمل على تصحيح الأخطاء والتركيز على مواجهة الكنغو، لدينا ثلاثة محترفين في الخارج لديهم القيمة المؤهلة لاستدعائهم وتعذر انضمامهم لأسباب متفاوتة وأختتم برهان حديثه : منتخبنا شاب وسيتطور ونثق في قدرتنا على الإصلاح السريع).
يجب أن نعترف بأننا نسير في الاتجاه الخطأ منذ سنوات طويلة ولن نحصد سوي الهشيم الذي تزروه الرياح ، لأن المنظومة كلها فاشلة بدءاً من الاتحاد العام والذي يقوده الصيدلاني معتصم جعفر في ولاية جديدة ، حيث أثبت الاتحاد فشلاً ذريعا بياناً بالعمل منذ تسنمه قيادة الاتحاد خواتيم العام السابق ولم نشهد جديداً على مستوى العطاء ، فلا زالت العقلية القديمة تدير المشهد الكروي والتي لم تجلب سوى الدمار والخراب للكرة السودانية بالعشوائية والمجاملات وسوء تنطيم الموسم الرياضي والذي اُختتم في كل العالم أو أقترب ونحن لازلنا في منتصف الموسم في غياب الرعاية الحقيقية من الشركات والنقل التلفزيوني المحترم والذي يلبي طموح المتابعين رغم الإتفاق مع الشركة (الملغومة) اياها والذي لاأحد يعلم من هي ولاي دولة تتبع في غياب غير واضح للشفافية المطلوبة لإدارة النشاط الرياضي في تكرار لأخطاء معتصم و(شلته) الفشلة ، ولكنه السودان ياسادة كل شئ عندنا بالمقلوب ولا شئيمضي بالطريقة الصحيحة .
نعود للمواجهة ونقول أن المنتخب لم يقدم مايشفع له بعيداً عن أخطاء التحكيم إذا سلمنا بوجودها ، لان الشكل العام ينبئ بمزيد من الفضائح والكوارث اذا لم يتم تدارك الأخطاء والتي هي بالجملة والقطاعي ، أخطاء بدائية وعشوائية مقيتةفي التمرير والإستلام والتمركز الصحيح للاعبين في كل خطوط اللعب ، مع ضعف بائن في اللياقة البدنية رغم المعسكر القصير الذي أقيم بالمغرب ولكنه لم يكن كافياً ، ويبدو أنه كان معسكراً للسياحة والترويح و(التمباك) ، حيث أن التجربة الوحيدة التي خاضها صقور الجديان كانت ضعيفة جداً أمام منتخب جنوب السودان والذيخسر بدوره ايضاً في بداية مشواره بالتصقبات أمام المنتخب الغامبي بهدف دون رد خارج فواعده.
النتيجة أهلت المنتخب ليكون في المركز (الطيش) وعن جدارة (ونخشي أن يستمر في مركزه هذاحتي النهاية ) بعد فوز منتخب الغابون على منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف جاء في شوط اللعب الأول ، قدم المنتخب الغابوني الأول لكرة القدم درسا في العزيمة والاصرار وقهر الظروف الصعبة التي واجهته قبل اللقاء ونجح في تحقيق الفوز خارج الديار ، حيث واجه مشكلةفي الوصول إلى كنشاسا واضطر لقضاء يومين ببرشلونة بعد هبوط اضطراري للطائرة الخاصة التي كانت تقل بعثته بعد عطل اصابها ليضطر المنتخب للسفر صبيحة نفس يوم المباراة قبل ثلاث ساعات من موعد اللقاء وبعد اكمال الاجراءات توجه إلى الملعب مباشرة ووصل قبل ساعة من بداية المواجهة ونجح مع ذلك في تحقيق الفوز رغم أنه حضر ببعثة تضم “20 شخصا” فقط بينهم “17 لاعبا” ومساعد المدرب والطبيب واداري.
مباراة المنتخب القادمة ستكون يوم الاربعاء الثامن من يونيو أمام الجريح منتخب الكونغو الديمقراطية وهو منتخب محترم رغم خسارته بهدف أمام الجابون بأرضه ووسط جهوره ، وصراحة بهكذا منتخب ولاعبين نشك في صمودهم وتحقيقهم لنتيجة إيجابية رغم أن المباراة ستقام باستاد الهلال وفي حضور الجماهير والانصار ، إلا اذا استشعر اللاعبون المسؤولية ولعبوا بروح وهو فقط ما نعول عليه في غياب العوامل الأخري للفوزوحصد نفاط المباراة ( وربنا يكضب الشينة ).
آخر الأشياء :
متي نتعلم أدب الإستقالة في هذا البلد المكنوب ، أستقيلوا يرحمكم الله