فى ذلك الزمن الجميل كان السفر بالبابور والصندلية والمحلبية والسرتية من أرقى العطور والجميلات فى الخدور حيث يتعذر الظهور إلا فى سوانح الفرص فى الغدو والبكور
ومن هذه السوانح ما اهتبلته حسناء المسالمة اذا كانت تكشح( موية الحوض) فى ساعة معلومة من النهار اعتمدها أصحاب القلوب الرهيفة توقيتا قرنتتشيا لهم فكان الواحد منهم اذا سؤل عن الوقت اجاب : الساعة كشحة إلا خمسة او كشحة وربع وصاروا يمسحون هذا الشارع للتنعم باختلاس نظره ولو لمحة سريعة لتكون بعض من شماراته فى مجالس الإنس والقطيعة
شاعرنا سيد عبد العزيز ممن سمع بمواعيد الكشحة النهارية ولم يخالفه الحظ ردحا من الزمان وعرف انها أجرت تعديلا فى جدول كشحتها منعا للتطفل والقيل والقال فعاود الكره مساء وكم كان سعيدا حين صادفها هذه المره مساء ولكنها ما ان رأته أسرعت بالدخول ولكن هذى اللحظة كانت كافية لشاعر مثل سيد ان يلتقطها بعبنة ذات الخواص الكانونية (من كاميرا كانون)وكانت هذه الكشحة المسائية سببا فى قصيدة
حاول يخفى وهل يخفى القمر فى سماه
ابدا لا لا شفناه شفناه
حاول يخفى نفسو وغير اتجاهو
سطع النور فى افقو وكل إنسان رآه
الشمار وصل محمد بشير عتيق فرابط هو الآخر شاهدها ذات كشحة والتى كانت سببا فى القصيدة التالية
بالبدر او بالزهر هم ما انصفوك
يا جميل الاوصفوك
وهكذا اشتهرت حسناء المسالمة ذات الكشحة الرومانسية والتى كانت سببا فى اهتمام البنات بالبيئة المنزلية ونظافة الحوش والحوض معا وصار لكل حى ميعاد للكشحة كشحة الملازمين تختلف كما وكيفا عن كشحة ودنوباوي مثلا ولا تحدثني عن كشحة العمارات وحى الزهور كم زحلقت من عشاق و مغرمين
اه يا زمن