صَوْتُكَ فَوْحُ القَرنْفُل والنَّد !
(إلى روح النغم الخالد عثمان حسين .. في ذكرى رحيله الرابعة عشرة)
إلى أينَ، واللّيلُ داجٍ..
وقيثارةُ اللّحنِ بعْدَكَ ثكلَى؟
فما عاد يُطرِبُها الشّجْوُ والبَوْحْ!
إلى أين؟ يا كوكباً كان يرحلُ بين المجرّات..
طيّ القصائدِ والنَّغمِ العذب!
ها أنْتَ تُسْرجُ قوْسَ الكمنجةِ
لكِنْ إلى الأبديّة والملكوتِ الكبيرْ!
وها أنْتَ تعْبرُ بحْرَ السديمْ
وصوتُكَ فوْحُ القرنفلِ والندّ والزعفرانْ!
عصيرُ المسرّاتِ والحُزْنِ صوتُكَ
يرحلُ مثْلَ النسائمِ حُرّاً طليقا
يجوبُ المكانَ الفسيحَ
ويطوي تُخوم الزمانْ!
وينداحُ برْداً ونارا
تُغنِّي فيخْضرُّ رملُ الصحارَى
وتهفو قلوبُ العذارَى لغيمٍ وطلْ!
فتهطل أنغامُك الشارداتُ ..
مع لهبِ الشوقِ نهراً ودوحاً وظلْ!
وصوتك فوْحُ القرنفلِ ..
والندِّ والزعفرانْ!
كأنك بلسمُ عشاقِ حارتِنا !
فالعاشقون اليتامَى
وأحبابُكَ الفقراءُ
ورهطٌ من المعدمينَ على جنباتِ المقاهي
يلوذون من لسْعةِ الجُوعِ والفقر..
بالأمل المستريحِ
على رجْع أنغامِكَ الذاخراتِ..
بفيض الشجونِ النديّاتِ
والأمنياتِ العِذابْ!
وصوتكَ ، هذا النشيدُ المضمّخُ..
بالحزنِ، والشجْوِ
والُّرَّوْحِ والرّاحِ
يأسو جراحَ المحبِّين
يهبُطُ برداً عليهم!
إلى أين؟ واللّيلُ داج
بلادُكَ يا حُزْنَها المُرَّ
تطوي جراحاً
لتُمسِي وفي قلبِها من رحيلِكَ
جُرحٌ يغنِّي أساها
ويندبُ خيْبةَ آمالِها في زمانٍ ..
شحيح العطاءِ ..
بليدِ الشعورِ..
عقيمْ!
==========================
فضيلي جماع
مسقط –سلطنة عمان
في 8/6/2008