وغنى الكاشف أيضا “الشوق والريد” كتحدي لمن راهنه على أنه لا يستطيع تلحين القصيدة لأنها مكتوبة على نمط الشعر المرسل وليس الشعر العمودي أو شعر المربعات.
ويحكي قدور أن صديقهم أحمد سنجر انتقده لاتجاهه نحو الشعر المرسل، ووصف القصيدة بأنها غير قابلة للتلحين، لكن كان للفنان والموسيقار إبراهيم الكاشف رأي آخر، طلب من قدور أن يركب معه في سيارته من الخرطوم لأمدرمان، ثم طلب منه أن يقرأ له القصيدة، وكرر الطلب ثلاث أو أربع مرات، وعندما وصلوا بلدية أمدرمان أنزله هناك وهو يقول له ” شكرا…. خلاص حفظتها “. وفعلا لحنها الكاشف وقدم لحنا رائعا جعلها من الأغنيات الخالدة في ذاكرة الغناء السوداني. والمدهش أن الكاشف أجری تعديلات علی اللحن عندما سجلها لإذاعة ركن السودان بالقاهرة، وذلك لتناسب الأوركسترا المصرية التي رافقته.
كما غنى الكاشف أيضا أغنية “أرض الخير… أفريقيا مكاني” التي لا تزال تتردد بأصوات الفنانين الشاب.، ويحكي قدور أن اللواء طلعت فريد جمعهم ليقول إن عيد الثورة “ذكرى انقلاب عبود” قد اقترب ويريد من الشعراء والفنانين قصائد وأغنيات للثورة. وحين عرض قدور قصيدته لم تعجب طلعت فريد، فليس فيها ذكر للثورة، كما قال أو الحكومة ورئيسها، لكن أشاد بها وزير الخارجية أحمد خير وقال إن فيها فكرة جديدة، وطلب إجازتها.
ويروي قدور من ناحية ثانية أن حزب الامة والانصار كانوا منزعجين من المد العروبي الناصري الذي اكتسح الساحة السودانية، وفي ظنهم أنه يصب في مصلحة الاتحاديين، لذلك فكر في عمل غنائي يعدل الكفة ناحية أفريقيا، فجاءت هذه الأغنية الوطنية الجميلة والخالدة على مر العصور.
وتفاعل قدور مع المهرجان السنوي للاتحاد النسائي الذي كان يمثل مناسبة عظيمة، ومن وحي ذلك كتب أغنية المهرجان ” طار قلبي بجناح النسايم“. كما كتب للكاشف أيضا أغنية ” يا صغيّر.. يا محيرني ومتحير“ والتي ذكرنا قصتها في حلقة سابقة ورفض لحنة النصوص إجازتها. وغنی الكاشف أغنيات أخری للسر قدور لم تجد حظها من الشهرة