▪️ لا تندهشوا هي هكذا المهنة المزمنة للشعب السوداني فقط من بين كل شعوب اﻷرض وهي نفسها المهمة المستمرة والمفروضة علينا جميعا وأعني مهنة تشحيم السمك، وحتي تتضح الصورة ونفهم المقصود نقص هذه الحكاية الصغيرة التي حدثت وقائعها علي ضفاف نهر النيل عند قريتنا الصداقة بولاية الجزيرة منذ سنوات خلت.
تقول القصة ان احد معلمي القرية اختار ان يمارس هواية جديدة في فترة اﻹجازة المدرسية بعد ان لاحظ ان بعضا من سكان القرية يمتهنون صيد السمك يوميا ويكسبون من تلك المهنة، جهز المعلم نفسه وسناراته وبذل جهدا مقدرا في تجهيز الطعم و تثبيته علي سناراته والدفع به الي النهر ، وكانت النتيجة المتكررة فشله في صيد اي سمكة ولو مرة واحدة ، بينما ظل كل من حوله من الصيادين يفوزون بصيد وفير رغم انهم لايبذلون جهدا كبيرا ولا يزودون سناراتهم وشباكهم بطعم مثل صاحبنا، واستمر الحال هكذا يعود صاحبنا بلاصيد بينما يرجع اﻵخرون بصيد وفير ،مما جعل صاحبنا يضمر قرارا حاسما وهو يتجه مع اصحابه صائدي السمك نحو النيل ، ثم يتابع فوز اﻵخرين بصيد اﻷسماك ليشرع بعدهم في سحب خيط سناراته لتكرر ذات النتيجة الفشل في صيد ولو سمكة واحدة ، عندها يجمع كل اشيائه ويعلن للجميع أنه لن يواصل معهم مهنة صيد السمك ، فحاولوا جميعا اقناعه ليواصل ولكن رده جاء حاسما ومضحكا في ذات الوقت ( والله ما ممكن اواصل انا في تشحيم السمك عشان تصيدوه انتو)
▪️ الشعب السوداني ومنذ عقود تشبه حاله حال ذاك المعلم الذي ظل يشحم السمك ويطعمه ليصطاده غيره ، وهم بلا أدني شك معروفون للشعب كما انهم يعرفون انفسهم انهم تجار السياسة والحروب والمضاربين بقوت الغلابة والمتحكمين في الخدمات الضرورية للناس.
والسؤال الذي نوجهه اليك مباشرة :- هل انت ممن يشحمون السمك أم ممن يصطادونه بإستمرار ؟ وهل لديك الجرأة لﻹقلاع عن عادة تشحيم السمك
ومحاولة إبتكار وسائل جديدة مفيدة لك ولوطنك؟؟
نحن اﻵن في أشد الحاجة للخروج من دائرة تشحيم السمك هذه فهل نستفيد من تكرار الفشل مثلما استفاد معلمنا المذكور في القصة عليه رحمة الله لنعلن كشعب سوداني كريم امتناعنا واستقالتنا من المهنة المزمنة والمرهقة وهي مهنة تشحيم السمك.