كثيرون يحسبون ان قول شخص ما انه شايقي او كاهلي او نوبي او فوراوي نوع من العنصرية، وتعزيز لعصبية القبيلة، بينما العنصرية المرفوضة هي أن يحسب شخص ما أنه أفضل من غيره ويسيء معاملة الآخرين لأنهم يختلفون عنه بسبب الانتماء المناطقي او القبلي او العرقي، وشئنا ام أبينا فالقبيلة مؤسسة اجتماعية راسخة ولا يمكن تخطيها وتجاوزها بالخطب والمواعظ، ولكن ما هو مرفوض هو ان يكون الانتماء القبلي أقوى من الانتماء الى الوطن، والمرفوض هو أن تتعالى هذه القبيلة على تلك؛ وبتطور الأمم تضعف الروابط القبلية ويتعزز الانتماء للوطن، ويتحول الولاء الى قبائل من نوع جديد، فيصبح مشجعو نادي المريخ مثلا قبيلة تعتبر مشجعي الهلال قبيلة منافسة، أو يتحول الولاء الى المدينة او المنطقة بما فيها من كوكتيل بشري، ونسمع عبارات التباهي: من “ناس كوستي او بربر او الجزيرة”
ورغم فبركة الكثير من الطرائف عن أهلنا الشايقية والنوبيين والرباطاب والجعليين والأدروبات إلخ، إلا ان هؤلاء لم يعودوا يغضبون لها، بل إنهم يشاركون في تلك الفبركات، وكنوبي يعرف أن اجداده حملوا لواء الإسلام في عموم السودان النيلي، لا أغضب لأن الكثير من النكات تصور النوبيين على أنهم “نُص ديانة”، وشخصيا أعرف ذلك الحلفاوي الذي قال خلال شهر رمضان ذات عام بعيد: يا أخوننا شوفوا لينا الزول بتاع أغنية ود الأمين “الغريبة الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة” عشان نصوم معاه، وطفت بديار الشايقية: نوري، القرير، مساوي، جلاس، البركل، كريمة، الكاسنجر، الكرو، تنقاسي، مروي وغيرها وعن معايشة أعرف أن الشايقية مستودع لكل ما هو جميل وأنهم أهل ظرف وبديهة حاضرة وكرم أصيل، ولا يتضايقون من وصفهم بحب المال
طرفة اليوم عن امرأة لديها بنت فائقة الجمال توفي والدها، وحددت الام مهر ابنتها ب5 مليار، ولا تقبل أن تتنازل عن مليم واحدة.. شاب شايقي من تلك المنطقة اغرم بتلك الفتاة، وعمل بهمة حتي جمع 3 مليار واخبر والده برغبته، وشروط أم الفتاة، فقال له الوالد: جيب المبلغ، وتعال معي، وربك يسهل.. وذهبا الي بيت الفتاة..
قال ابو الولد لأم الفتاة: اتمني ان لا تقاطعيني حتي انهي كلامي.. ابني يريد ان يتزوج ابنتك، وهذا مليار مهرها، صاحت الام: ولكن… فقال الرجل: رجاء لا تقاطعيني حتى انهي كلامي.. هذا مليار لك لتكوني زوجة لي و ابتسمت الام وقالت: علي بركة الله، مبارك لنا ولكم.. ولما سألها الجيران كيف التنازل عن المهر المحدد ب 5 مليارات، ردت: سعر الجملة يختلف عن سعر القطاعي، ولما سال الشاب أباه عن المليار الثالث الباقي، قال له الاب: نرضي به امك مما يؤكد أننا لسنا بحاجة الى وسطاء دوليين او أفارقة لحل مشكلتنا وأن الشايقية أصحاب مهارات في إدارة وحل الأزمات، وأن “ود شقدي” أحسن من فولكر.
—