هنالك فرق بين القوى السياسية والقوى الثورية، فالقوى السياسية تستخدم الأساليب السياسية لتحقيق اهدافها، بينما تستخدم القوى الثورية الأساليب الثورية.
هناك فروقات واتفاقات بين هذه الأساليب، فالاساليب السياسية تعتمد لغة الحوار والتنازل والمرونة لتحقيق الاهداف، بينما تعتمد الاساليب الثورية على لغة هزيمة الطرف الآخر وتجريده بالكامل من السلطة والقوة.
تتفق القوى السياسية والقوى الثورية في ادوات الضغط مثل المظاهرات والإضرابات والعصيان المدني، بينما في الوقت الذي قد ترضى فيه طبيعة تركيب القوى السياسية بالحوار مع السلطة القائمة والوصول لتسوية، فان القوى الثورية لا تحاور السلطة ولا تفاوضها وانما تسعى لهزيمتها بالكامل.
هذا الشرح المبسط يوضح أسباب الشد والجذب الحادث في الساحة الان بين القوى السياسية والقوى الثورية، وهي حالات ناتجة عن عدم تفهم البعض لطبيعة كل قوى وفروقها عن الأخرى.
المقصود بالقوى السياسية في الأمثلة اعلاه هي قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، بينما المقصود بالقوى الثورية هي لجان المقاومة.
هنالك بعض القوى السياسية الأخرى التي لبثت لبوس الثوار وتحولت نمطيا من قوى سياسية إلى قوى ثورية، بينما هناك قوى سياسية رفضت الأدوات الثورية ووقفت ضدها، هذه المواقف في الحالتين اعلاه غير مفيدة لهذه القوى وغير مفيدة للثورة وغير مفيدة للحراك السياسي التغييري عموما.
وجود قوى سياسية وقوى ثورية في السودان جنبا إلى جنب مفيد لتجربة التحول والتغيير، لأنه يوفر مرايا تعكس لكل طرف اخطاءه عبر الاخر، ولانه يستوعب الاخطاء ويدرب الجماهير ويخاطب الخارج والداخل بكل لغات التغيير، وهذا من شأنه ان يمنع وصم الحراك التغييري بأنه حراك جامد او ذو سيولة.
الخليط السياسي/الثوري في تركيبة ثورة ديسمبر ربما هو الذي يعصمها حتى الآن من التلاشي كما حدث في ثورة سبتمبر ٢٠١٣، ومن الانزلاق لحرب أهلية كما حدث في سوريا وليبيا واليمن.
sondy25@gmail.com