برأيي أن التحديات التي تواجه التعليم العام تتطلب تحركا سريعا من قبل الجهات المختصة، مع ضرورة وضع الحلول اللازمة لهذه المشاكل قبل أن يبدأ العام الدراسي(٢٠٢٢_٢٠٢٣م). ولأهمية التعليم في حياتنا، ومستقبل هؤلاء النشء، لابد من تهيئة البيئة التعليمية لتكون مؤسسة بصورة جيدة، لدعم اندماج التلاميذ في المدارس، وإلتحاقهم بالبرامج التربوية، عليه ينبغي أن تنعقد مؤتمرات التعليم بالعاصمة والولايات، لتقييم الأداء، واقتراح الحلول اللازمة عقب نهاية امتحانات الشهادة السودانية.
الناظر لحال المعوقات يجد أنها إما مكررة، أو مرحلة من عام دراسي للذي يليه، أزمة الكتاب المدرسي المؤرقة هي هي، ولكن بتفاصيل أكثر تعقيدا، بجانب حاجة العديد من المدارس للإجلاس، فبعضها إما بلا سور، أو أنها بحاجة لفصول إضافية.
مع العلم بأن الدعم الذي تتلقاه المدارس من مجالس الآباء لا يفي بالمتطلبات. وهناك شبه إحجام من الخيرين، ورجال الأعمال لدعم مسيرة التعليم، إما لعدم تواصل مجالس الآباء معهم، أو أن هناك إشكالية في طرح الرؤى التي يمكن أن تنتشل التعليم من وهدة الضياع.
أيام وتنقضي امتحانات الشهادة الثانوية، لتبدأ الإجازة الصفية لطلاب السنة الثالثة ثانوي، وحتى يستثمر الطلاب الإجازة فيما يفيد، ينبغي أن يفعل النشاط اللاصفي، وتسعى وزارة التربية والتوجيه لإحياء الأنشطة الإبداعية والرياضة في هذه الفترة، على أن تجد الجهات المختصة بتوسعة قاعدة التعليم، والتفكير بصورة جادة في إنشاء مدارس خاصة بطلاب المرحلة المتوسطة، مراعاة لفارق السن بين طلاب الفصول الدنيا، ومن هم فوق سن الصف السادس، لما يمكن أن ينتج عن ذلك من سلوك غير مقوم لطالب في هذا العمر، مع من هم دونه سنا، من واقع المتغيرات التي تطرأ على تكوين وسلوك الطلاب.
إذا كانت جياد ستحل جانب من أزمة الإجلاس على مستوى ولاية الخرطوم، فأين بقية مؤسسات القطاع الخاص من صيانة وتأهيل المدارس؟ برامج المسئولية المجتمعية لا يمكن أن تتحمل تبعاتها جهات بعينها دون بقية الجهات التي يتوجب أن تضطلع بواجباتها.
نتيجة للظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها البلاد، وظروف الهجرة الداخلية للنازحين جراء الحروب، والأسباب الطبيعية من جفاف وتصحر، وتآكل مساحات المرعى والزراعة، اتسعت دائرة التسرب، وهجر العديد من التلاميذ فصول الدراسة، مفضلين فلاحة الأرض على الفصول، أو بلجوئهم للأعمال الهامشية بدلا عن التحصيل المعرفي، فمن المسئول عن هذه الأزمة؟
قضايا التعليم لا تنفصل عن بعضها البعض، الاتفاق على عودة المرحلة المتوسطة قرار صائب، وسيعيد التوازن للتعليم، ويتيح في ذات الوقت الفرصة للتربويين لدراسة العديد من الجوانب ذات الصلة بالتمدرس، إن كان ذلك في حدود الفروق الفردية بين التلاميذ، أو على مستوى تعميق مفاهيم المواطنة، وإشاعة الخيرية وسط هؤلاء الصغار.
لا يمكن لتلميذ يدرس في العراء، أو على الأرض أن ينفصل عن واقع البائس!! وهل يعقل أن يستمر التلميذ بالمدرسة إلى وقت الظهيرة دون وجبة فطور؟ ما الذي يضمن لنا ألا تفرض رسوم إضافية على أولياء الأمور لتسيير المدارس؟
معالجة الإخفاقات مسئولية الوزارة، باستقطاب الدعم، وبزيادة ميزانيات التعليم، مع تطوير خطط التنمية.
إن تم ذلك بصورة رسمية، أو باستجداء الدعم من المصارف، والشركات العاملة في قطاع التعدين، أو عن طريق المغتربين، أو بأي طريقة يراها القائمون على أمر التعليم ممكنة، فإن مشاكل التعليم إلى زوال.