كشف قيادي بارز في الحرية والتغيير عن إجازة الائتلاف رؤية إنهاء الانقلاب، قبيل تسليمها إلى قادة الجيش.
وفي 9 يونيو الجاري، التقى الائتلاف بقادة الجيش في اجتماع غير رسمي، اكتمل بدعوة من مساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي فيي والسفير السعودي في الخرطوم علي حسن بن جعفر، اتفقا فيه على تسليم العسكريين برؤية الحرية والتغيير حول إنهاء الانقلاب.
وقال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي و القيادي في الحرية والتغيير بابكر فيصل، في مقابلة مع “سودان تربيون”، الأربعاء؛ إن “الحرية والتغيير أجازت رؤية إنهاء الانقلاب واستعادة الانتقال المدني وستقوم بتسليمها إلى قادة الجيش، بعد أن تشاورت مع حلفاءها وأرسلتها إلى لجان المقاومة”.
وأشار إلى أن الائتلاف لا يسعى لتسوية جديدة وإنما يعمل على خلق عملية سياسية تؤدي إلى إنهاء الانقلاب.
وبشأن احتمالات إيفاء العسكر بمطالب إنهاء الانقلاب قال فيصل ” لا يمكن الجزم بمدى جدية التزامهم بالوفاء بمطلوبات إنهاء الانقلاب واستئناف مسار التحول المدني, حيث ظل ديدنهم طوال الفترة الماضية هو المناورة ومحاولة كسب الوقت حتى تموت جذوة الثورة في الشارع”.
ورفض القيادي الاتهامات التي طالت الحرية والتغيير بالترتيب لتسوية سرية مع العسكر، متهما أطرافا عديدة بينها مؤيدي النظام المعزول ومساندي الانقلاب العسكري بتشويه مواقف الحرية والتغيير.
وأضاف: “نحن لا نسعى لعقد إي صفقة مع العسكر بل نعمل على إنهاء الانقلاب، عبر وسائل عديدة من بينها العملية السياسية”.
وفي أعقاب اللقاء الذي عُقد مع قادة الجيش، قالت جماعة الحرية والتغيير ــ التوافق الوطني إن الائتلاف ــ المُبعد عن الحكم، يسعى إلى التحالف سرًا مع قادة الجيش لتأسيس شراكة جديدة تُبعد عشرات القوى السياسية المؤثرة.
وأكد فيصل على أن الحرية والتغيير تعهدت بتكوين حكومة مدنية ــ بعد إنهاء الانقلاب ــ دون محاصصات حزبية، بالتشاور مع قوى الثورة، على أن يتفرغ الجيش لمهامه العسكرية.
حوار (الثلاثية)
ووصف بابكر الحوار المباشر الذي دعت اليه الآلية الثلاثية بأنه ” ولد ميتا وتم وتم تشييعه إلى مثواه الأخير من يومه الأول” لافتا الى أن جميع قوى الثورة وعلى رأسها الحرية والتغيير لم تشارك فيه بينما ضم بين جنباته فلول النظام المعزول وداعمي الانقلاب إلى جانب العسكر وأضاف “بالتالي فإن أية حديث عن هذا الحوار هو مجرد هراء”، لكن القيادي أكد في ذات الوقت أهمية الجهود التي تبذلها الآلية.
وعلقت الآلية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، عملية الحوار المباشر بعد يوم واحد من انطلاق أولى جلساته في 8 يونيو الجاري؛ لدراسة الأوضاع بعد لقاء الحرية والتغيير وقادة الجيش.
تباين الآراء
وتحدث بابكر فيصل عن أن جهود توحيد القوى المناهضة للانقلاب في كيان واحد، حيث لا تزال الحرية والتغيير تتواصل مع لجان المقاومة لدفع هذه الخطوات.
وأشار إلى أن الائتلاف يُشارك بفعالية في الندوات التي تُنظمها لجان المقاومة لشرح رؤيته في كيفية توحيد قوى الثورة، وهي تمثل صمام أمان الثورة ولا يمكن تجاوزها في كل أي مرحلة.
وأوضح أن المشتركات بين الحرية والتغيير ولجان المقاومة أكبر من نقاط الخلاف، و تابع”نعمل على التلاقي في القواسم المشتركة وصولا للمركز الموحد الذي إن تعذر قيامه فلابد من الحد الأدنى من التنسيق بين الائتلاف وقوى الثورة”.
وقال إن الحرية والتغيير رفضت اشتراط الحزب الشيوعي بحل ائتلاف الحرية والتغيير،والدخول في حوار كأحزاب منفردة لبحث كيفية في قيام المركز الموحد.
ويسعى الحزب الشيوعي لتشكيل تحالف جديد، يتوقع أن يضم الحركة الشعبية ــ شمال وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وجناح تجمع المهنيين السودانيين المقرب من الحزب وبعض تنسيقيات لجان المقاومة.
الخرطوم 15 يونيو 2022
https://sudantribune.net/article260249/