تضع قوى الحرية والتغيير بنفسها تخوماً بينها وبين الشارع الثوري ، بالرغم من حديثها وحرصها على الدعوة لوحدة القوى الثورية والسياسية لمناهضة الإنقلاب الذي ينادي الشارع بإسقاطه وتتحدث قحت عن ضرورة (انهاء الإنقلاب) ، وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير أمس ، إن الحرية والتغيير لم تكن ترفع اللاءات الثلاث في مواجهة الانقلاب، وإنما أعلنت ثلاث وسائل للعمل الوطني لاستعادة الانتقال، وهي: المقاومة السلمية عبر الشارع، ودعم الشباب بالبيانات والندوات والكوادر، بالإضافة إلى عملية سياسية ذات مصداقية وفقاً لشروط محددة.
وأضاف البرير أن لا تفاوض لا شرعية لا مساومة لم تكن جزءاً من أدبيات الحرية والتغيير ، وعن حوار الآلية الثلاثية بفندق السلام روتانا قبل أيام، قال “البرير” إن العسكر قالوا إنهم غير مسؤولين عنه وهو مسؤولية الآلية الثلاثية، بل وأبدوا استغرابهم بما حدث لأنهم كانوا مؤمنين بأنه ناقص).
والغريب ان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير عندما رفض اتفاق رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء المستقيل الدكتور عبد الله حمدوك وعلى صدر صحيفة الجريدة الموقرة وبتاريخ ٢٢ نوفمبر ٢٠٢١ جدد المركزي موقفه الواضح والمعلن مسبقاً، أن لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية للانقلابيين، وشدد على ان جريمة تقويض نظام الحكم الشرعي والانقلاب على الدستور وقتل الثائرات والثوار السلميين والاخفاء القسري والقمع المفرط وغيرها من الجرائم الموثقة، تقتضي تقديم قادة الانقلاب والانتهازيين وفلول النظام البائد المشكلين لهذه السلطة الانقلابية الى المحاكمات الفورية.
وقال المجلس المركزي لقحت في تعميم صحفي أصدره قبل توقيع الاتفاق (لسنا معنيين بأي اتفاق مع هذه الطغمة الغاشمة، ونعمل بكل الطرق السلمية المجربة والمبتكرة على إسقاطها رفقة كل قوى الثورة الحية والأجسام المهنية ولجان المقاومة وكل الشرفاء، وأردف: لتكن مواكب الحادي والعشرين من نوفمبر جولة ملحمية جديدة من جولات الثورة المجيدة تضيق الخناق على الانقلاب الذي هو ساقط لا محالة، وقطع القيادي بالمجلس المركزي لقحت د جمال ادريس بأن الهدف من توقيع اتفاق بين البرهان و حمدوك تهدئة الشارع وتمييع المواقف وشق الحرية والتغيير والشارع ، وأكد إدريس رفضهم لأي اتفاق مع من وصفهم بالانقلابيين، وأرجع في تصريح لـ (الجريدة) ، عودة حمدوك للتقليل من حالة الاحتقان والسخط الشعبي وأشار بأن لا تفاوض ولا شراكة مع العسكر عقب قمع الاجهزة الأمنية للمحتجين والتضييق على المواطنين بعد الدماء والارواح التي ازهقت خلال التظاهرات السابقة.
والآن لم يتغير شئ حيث اتسعت رقعة السخط والإحتقان الشعبي، ومازالت الارواح تزهق وقتل الثائرات والثوار السلميين والاخفاء القسري والقمع المفرط مستمر ، كما ان في اتفاق البرهان وحمدوك لم يتجاوز عدد الضحايا عشرة شهداء، واليوم يتجاوز عدد الضحايا المائة شاب، ومازالت هي ذات الطغمة الغاشمة حاكمة، لم يتغير شئ إلا موقف المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير من شعارات الثورة التي أنكرها وقال انها ليست من أدبياته !!
لكن لا فرق إن تمسكت قحت بشعارات الثورة او اسقطتها ، في محاولة واضحة لتمهيد الطريق وتعبيده نحو الإتفاق مجدداً مع قادة الانقلاب الذين اصبحوا بلا سند وبلا هوية سياسية، في الوقت الذي يحرص الشارع الثوري على التشبث بشعاراته التي ترفض الجلوس مع هذه (الطغمة الغاشمة) هذه هي أدبيات الثورة والشارع الثوري ، الذي أيضاً ليس من أدبياته نكث العهود والمواثيق ، عهده مع الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن أن لا شرعية ولا تفاوض ولا شراكة مع القتلة .
طيف أخير:
٣٠ يونيو … آخر النفق
الجريدة