كرّمت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العالم النيجيري البرفيسور عبد الرزاق عبد المجيد آلارو بوسام التميز لهذا العام 2022م ضمن العشر الشخصيات الأكثر تميزاً من خريجيها على خلفية حضورها العلمي والأكاديمي على المستوى الإقليمي والدولي لهذه الشخصيات،تم ذلك يوم أمس الأربعاء 15 يونيه 2022م في حفل التخريج 58 للجامعة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة .
والبرفيسور عبد الرزاق عبد المجيد آلاروProf Abdul Razzaq Abdul Majeed Alaro عالم نيجيري مبرّز سطع نجمه في آفاق العلم والمعرفة منذ التسعينات القرن الماضي منذ أن التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية طالباً متفوقاً ثمّ تخرج من قسم العقيدة وأصول الدين بالتقدير ممتازعام 1993م أنجز رسالته للماجستير في موضوع بعنوان”مصادر النصرانية: دراسة ونقداً”عام 1997م وحصل على الدكتوراه في الجامعة الإسلامية نفسهاعام 2002م في أطروحة ذات طابع جدلي حساس في تخصص العقيدة في موضوع” موقف الأئمة الأربعة وأعلام مذاهبهم من الرافضة وموقف الرافضة منهم ” وحظي بإشراف عالم جليل من كبار عمالقة العلم المعاصرين هو العلامة الشيخ الاستاذ الدكتورعبد الرزاق البدرمتعه الله بالصحة والعافية وختم له ولنا بالخي،التحق البرفيسور آلارو بساحة الدعوة والتعليم فور عودته لبلده من بلاد الحرمين الشريفين فأسس”مجمع السنة للدعوة والبحوث” بمسقط رأسه مدينة إلورن العتيدة –حرسها الله الذي اتخذه قاعدته للانطلاق لممارسة نشاطاته الدعوية والعلمية عبر سلسلة من المحاضرات والدروس والدورات الشرعية المتخصصة التي استفادويستفيد منها عشرات الشباب من طلبة المدجدارس العربية والكليات الجامعية الحكومية والعلماء على السواء من مختلف أرجاء نيجيريا.
يمثّل البرفيسور عبد الرزاق آلارو أبرز نموذج عصري حي للإخلاص والوفاء والتفاني في الانكباب على بث العلوم للعامة وكذلك في البحث العلمي الأكاديمي الأصيل، كما أنّه عالم موسوعي ومثقف من الطراز الأول يمتلك قدرات لغوية كبيرة في العربية والإنجليزية، فهو داعية حصيف ملتزم بمنهج السلف فكراً ونهجاً عملياً يمتاز خطابه الدعوي باعتدال وعقلانية مفعمة بالأصالة والاعتماد على النصوص الشرعية، فهو أكاديمي يحفظ للمجال الأكاديمي هيبته ووقاره يلاحظ ذلك من خلال انتقائه للألفاظ وفي استخدامه للمفردات وللعبارات في ميدان المناظرة وعند مناقشة الخصم.
وللبرفيسور عبد الرزاق آلارو بصمات وإنجازات واضحة في العلوم الشرعية والقانونية وفي غيرهما كما أثرى ميدان التخصصات الدقيقة بدراسات علمية رصينة وجادة وساهم بنصيب وافر في الحياة الثقافية والدعوية في بلده نيجيريا وفي محيطه الإقليمي فعمل على تصحيح الكثير من المفاهيم الفكرية والدعوية والاجتماعية المغلوطة والتي تنتشر في الساحةالدعوية والتربوية .تشرفت بمزاملته في لجان الأمانة العامة لاتحاد علماء أفريقيا في باماكو بدولة مالي حيث يرأس لجنة البحوث والترجمة ويحظى بتقدير عال ومحبة جمة من الجميع،وأذكر أنّه قدّم بحثاً عميقاً في الفقه في أحد دورات الأمانة العامة نال تقديرعلماءالفقه والأصول وأقروا له بالتمكن والرسوخ العلمي، وللبسرفيسور آلارو مؤلفات عديدة منها: كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة وكتاب مسالك العلة النقلية في علم أصول الفقه، كما أنّه من أوائل من كتبوا في التحولات الرقمية الحديثة وانزياحاتهاالفقهية بكتابه المشهور الأحكام الفقهية المتعلقة بصناعة المصحف الالكتروني، وله مؤلفات في تاريخ العلوم منها: تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة يوربا ، وكتاب الخطاب الاستشراقي والقرآن الكريم: التشريعات المالية في القرآن نموذجاً، وكتاب التنصير في أفريقيا،وللبروفيسور آلارو حضور دعوي متواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي لمناقشة أبرز قضايا الساعة حيث عالجت محاضراته قضايا الحداثة والحضارة والديمقراطية وكما عني خطابه الدعوي بفض الاشتباكات الجدلية المثارة عن بعض المظاهر المجتمعية المعاصرة وعلاقتها بالإسلام مثل أعياد الحب والميلاد ، كما تصدى في بعض محاضراته العامة للإجابة عن الشبهات المثارة حول الإسلام علاوة على عنايته الشديدة بمسائل العقيدة وله محاضرة مشهورة عن التوضيحات لما أثير في التوسل من الشبهات كما عالج في محاضراته بحنكة وحكمة الكثيرمن القضايا الدينية ذات جذور اجتماعية ثقافية مثل الغيبيات والدعاء وطلب الرزق ومسائل القصاص وغيره.
وأما مسيرته الأكاديمية فهو رئيس قسم القانون والشريعة الإسلامية بكلية الحقوق في جامعة إلورن العريقة نيجيريا ، وله العديد البحوث والدراسات العلمية المحكمة والمنشورة في مختلف المجلات والأوعية المعتبرة إقليمياً وعالمياً تفوق الستين، كما يعدّ البرفيسور آلارو من العلماء النيجيريين الرواد الذين انخرطوا علمياً في مجال المالية والتمويل الإسلامي والتأمين والأسواق المالية فهو عضو بالمجلس الاستشاري للخبراء للبنك المركزي النيجيري وعضو بالمجلس الوطني النيجيري للتأمين. وهو اليوم يكرّم بصفته عالماً وأكاديمياً قديراً على المستوى الدولي فتهانينا لفضيلته، كما نهنئ ونبارك لبلدنا نيجيريا ولأنفسنا نحن المستعربين الأفارقة ولشيخنا البرفيسور عبد الرزاق عبد المجيد آلارو هذا التكريم المستحق وهذا الاحتفاء من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من بلاد الحرمين الشريفين دولة العلم والتوحيد حرسها الله. ونسأل الله أن يديم على فضيلته نعمه وخيراته وتمنياتنا له بموفور الصحة والعافية والقبول الحسن.
*البروفيسور الخضر عبد الباقي محمد
مدير المركز النيجيري للبحوث العربية.