في الرد على صاحب رسالة (الإنقاذيين الأحق بحكم السودان) ذهب إغفاء الضمير الوطني بصاحب هذه الرسالة إلى أغوار سحيقة من نكران الحقيقة.. وجشّمته الفجاجة المعلوماتية والمغالطة الصارخة أن يقول إن الإنقاذيين فازوا بالانتخابات التي أجروها في أعوام 2005 و2010 و2015..!
هذا والله هو الكذب الصراح إن لم نقل (الوقاحة السياسية)..! فمن المعلوم للقاصي والداني والعاقل والمعتوه إن انتخابات الإنقاذ جميعها ليست بانتخابات.. وإنما كانت معرضاً للتهريج الرخيص وسيركاً متحركاً للركاكة والكركبة ومهرجاناً منصوباً للدراما الهزلية والنصب والاحتيال..!! وللاختصار فقد كانت انتخابات الإنقاذيين تشبههم (الخالق الناطق)..!! أساسها الغش والتدليس وممارسة كل ألاعيب الدكتاتوريات الهزيلة..وقد شهد السودانيون كيف كان يتم (خج صناديق الاقتراع) جهرة ومن غير مواربة..بل قد تم تصوير كل ذلك بالصوت والصورة ..(أين كان هذا الرجل)..؟! وكانت تلك الصناديق التي صنعوها من (البلاستيك المغشوش الذي يحجب ما بداخله) تنتقل من مواقعها ليلاً إلى (دار المَين والخديعة والكذب) التي يسمونها دار المؤتمر الوطني..! وهي دار مُغتصَبة كما أن سلطتهم مُغتصِبة.. دع عنك الممارسات التي تسبق الاقتراع من حيث حجر الناس وحجز السيارات وإغلاق الطرقات وتزييف القوائم والبطاقات والتلاعب في قسمة الدوائر وممارسة كل إشكال الترهيب والقمع واحتجاز المقترحين والمرشحين وفتح باب الرشاوى واستبدال الصناديق بالصناديق و(اللاءات بنعم)..إلخ ثم بالله عليك من كان ينتظر نزاهة من انتخابات تشرف عليها نفس الجماعة التي قامت بالانقلاب على السلطة المدنية التي جاءت بها الانتخابات..!
وبعد كل هذه المظاهر البهلوانية و(الصفاقة السياسية) يجرؤ جماعة الانقلاب الإنقاذيين بالحديث عن الانتخابات..! إنها مهزلة مستمرة إلى اليوم ومن سخريات القدر أن جماعة انقلاب البرهان الآن يتحدثون بكل فجاجة عن أنهم لن يتركوا السلطة التي اغتصبوها إلا بإجراء الانتخابات..!!
هل ن عاقل أو معتوه بما فيهم جماعة المخلوع أنفسهم يقول أنهم فازوا في انتخابات أجروها بأنفسهم لأنفسهم.. لذا فهم الأحق بحكم السودان..حتى يأتي من يدافع عنهم بعد كل وما فعلوه بالوطن على مدى ثلاثين عاماً..؟! يا لعظمة بطن الوطن (البطرانة) التي تجمع وديانها بين أشجار السيال الباذخة وبين السلعلع والعُشر والطرور..؟!
نأتي إلى النقطة الثانية من محاور صاحب الرسالة الستة التي قال إنها تشفع للإنقاذيين بان يكونوا الأحق بحكم البلاد..فهو يقول بالحرف: (إن الإنقاذ الثورية استردت كل الجنوب من اليسار ومن جون قرنق دون إعلان طوارئ في الشمال.. وكان الشمال شريكهم في الوطن يتحالف مع الجنوب لهزيمة الإنقاذيين)..!! ويقول إنه لولا الإنقاذيين لدخل قرنق الخرطوم ووطأ شندي وشرب القهوة في المتمة..!!
ووالله العظيم لولا إننا نهدف إلى فضح مقولات الإنقاذيين الموبوءة الخبيثة وما يمور من أوهام في سرائر الفلول و(المخاديع) لما تكلفنا الرد على مثل هذا العبارات السمجة المكرورة..لهذا لم يكن ردنا عليها إلا باب الكشف عن ترسّبات التربية الإنقاذية الفاسدة وضرورة التصدي لبيان مدى تلويثها لتربة الوطن.. هذه التربية الفاسدة التي زرعها الإنقاذيون في بعض من وجدتهم تربة خصبة لاستقبال بذور الجهالة ولوحة فارغة لتملأها بالضلالات..(أنظر إلى الانقلابيين الجُدد ومناصريهم) ..فحديث هذا الرجل يجعل من شمال السودان كله (بيدقاً للخيانة) لأنه تحالف مع الجنوب..!! فهل هناك أشرف وأعظم من أن يتحالف الشمال مع الجنوب..؟! وماذا كان يُنتظر غير هذا التحالف إن لم تكن الجهالة وضمير السوء وسوء الأحكام والتربية الفاسدة المفُسِدة..ما كان أكبر شرف الوطن بأن يأتي قرنق إلى شندى وأن يشرب القهوة في المتمة..وقد رأيتم بأعينكم كيف كان استقبال قرنق في الخرطوم أيها العنصريون البغيضون..!!
تنقلبون على الأنظمة ثم تدّعون بأن الإنقاذ تملك شرعيتها وأحقيتها بالانتخابات ..! . .إنها تربية السوء وعار الأبد على الإنقاذ وعلى كل من إلتحف بعباءتها الدنسة النجسة..!!
وإلى ماذا انتهى الأمر يا رجل..؟! هل انتهى إلى الابتهاج بفصل الجنوب الذي قلتم أنكم أردتم أن تدخلوه قسراً إلى حظيرة شريعة الإنقاذ بالحرب المقدسة التي تناصرها (كتيبة من القرود) تفجّر نفسها من أجل المحاربين..؟! وبعد هذا تتفاصحون علينا باليسار الإسلامي و(الجن الكلكلي) وهذه الترّهات التي لا تسوى تعريفة..!!
murtadamore@yahoo.com