أخطر الحرائق تبدأ من شعلة صغيرة فتكبر وتدمر كل شيء حولها.. يستصغرون ما يدور بين بعض العناصر من بعض القبائل في مدينة كسلا .. ويتصورن أنها نزعة شيطانية عابرة وسرعان ما تنطفىء وتعود الحياة لمجاريها…ولا يقدمون من جهد يوازي قطرة دم أزهقت من أبناء اسر المتعاركين.. غير أنها بالطبع ليس كما يعتقدون… بل انها اشعلت هذه الشرارة البغيضة بفعل متعمد ومدروس لا محالة.
حينما لم تنجح محاولة غزو كسلا بقوات الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق لاحتلال المدينة…. جاؤونا بفعل أقبح بزرع الفتنة بين قبائلها وعشائرها، وتفجير محتوي النسيج الاجتماعي المترابط بين بيوتها واسرها.
البكاء علي الدم المهدور، والعويل لن يوقف التيار المخفي خلف اسوار المدينة من كراهية بين بعض قبائلها وروح انتقامية تحتضنها الصدور.. الضرورة تقتضي عودة زعماء هذه القبائل إلى رشدهم، وايقاف هذا العبث الذي يحدث، مع ضرورة تكاتف أبناء المدينة، وتشكيل لجانهم، وابراز قدراتهم علي احتواء هذه التفلتات المدمرة.
أشير هنا إلى رابطة أبناء كسلا بالعاصمة التي نامت، والمدينة من خلفهم تتداعي كسلا امنيا، فجأء الوقت للوقوف سندا قويا، وحاجزا لا يمكن اختراقه.
كسلا ليست المدينة التي ينظر اليها أبناؤها وهي تحترق.. فلم اسمع عن اي مبادرات ولا لقاءات ولا اجتماعات ولا لجان تتحرك فماذا ينتظرون؟ فما تقدمه اللجان المجتمعية لا تستطيع فعله الحكومات، ولا زعماء القبائل.
معركة كسلا الآن في امنها وسلمها الاجتماعي، وليست فيضان القاش، او توزيع الاراضي الزراعية والسكنية..
عوض الكريم العراقي