لم أكن أود تناول هذا الأمر لأنني كنت أعلم أن ما يجري في السودان سلسلة متصلة الحلقات طالت كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية و لابد من التصدي لها تضامنا مع الشارع الثوري في السودان وفي الخارج لاسترداد الديمقراطية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية
حرصت منذ سنوات على إطلالة عمودي الصحفي كلام الناس في الداخل لإيصال رسالتي للقراء الذين استمد منهم العزم على مواصلة الكتابة بينهم وعنهم ولهم لذلك عدت طوعا لكتابة كلام الناس في السوداني رغم القرار السابق بإيقاف نشره
تعرضت في ذلك الوقت لانتقادات من بعض الأعزاء الذين استنكروا عودتي الطوعية للكتابة في السوداني بعد ماحدث من قبل، لكنني كماذكرت كنت حريصا على الاطلالة على القراء من الداخل .
أصبحت ارسل ل السوداني بعض ما اكتب مع مراعاة الظروف السياسية والأمنية التي خبرتها عمليا إبان تفرغي للعمل الصحفي لكنني فوجئت بعدم نشر كلام الناس الاجتماعي بعنوان رغم المنغصات العامة
أخبرني مصدر اثق فيه بأنه قد صدر قرار من إدارة الصحيفة بعم نشر عمود كلام الناس بها الأمر الذي اعتبرته قضية عامة تتعلق بحرية النشر والتعبير.
أؤكد مجددا انه ليس لدي موقف ضد صحيفة السوداني بشقيها الإداري والتحريري واستبعد ان يكون هذا القرار صادر من إدارة التحرير وانه يؤكد استمرار التدخلات الأمنية في الاداء التحريري للصحف
أدرك تماما عودة المنظومة الأمنية واجهزتها الجمعية عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م لكنني على يقين تام بانهم لن يستطيعوا قهر الجماهير الثائرة التي اسقطت سلطة حكم الإنقاذ.
اسمحوا بان اتقدم بجزيل الشكر لكل الذين شرفوني بتعليقاتهم ومداخلاتهم الطيبة عقب معرفتهم بهذا القرار وتشجيعهم لي للاستمرار في الكتابة في فضاءات الله الواسعة التي وفرت لي مساحة لايمكن لأي سلطة حجب كلام الناس فيها.