هذا اليوم الذي أعدّ له الثوار عدتهم ، وانتظره الشعب سنداً للثوار والثورة ، ننتظره ونحن نحمل أحلامنا وآمالنا وأمنياتنا بوطن خيّر ديمقراطي وسعيد . كل السودانيين في كل ربوع السودان لهم فهمهم وخططهم وبذلهم الذي يقدمونه في هذا اليوم . حتى المقعدون والمرضى وكبار السن والعاجزين لهم ما يقدمونه . أربعون مليون سوداني يرون في هذا اليوم جسرا للعبور إلى ديمقراطية مستدامة . ويحلمون بوطن موحّد ، ماهل ، شبعان ، ورويان .
30 يونيو تاريخ ميّزته الثورة ، وجعلته يوما في قمة أيام انتصاراتها ، والثورة تسير وكل يوم تحقق انتصاراً ، ومن يحلم بتراجع الثورة فقد خاب ظنه وخسئ فعله ، وسيكتب في سجل الوطن من المفسدين . 30 يونيو ليس تفاؤلا بالتاريخ ، فهو بداية انتكاسة الوطن في العام 1989 ، لكن الشعب البطل غسله بدماء الشهداء الطاهرة ، وقدّم خيرة شبابه قربانا للثورة ، وحقق فيه انتصارا غير مسبوق ، فأصبح عيدا للشعب ومعبراً للثورة وللثوار .
والثورة ما تزال في عزّ شبابها ، وقمة عنفوانها ، تكتسي بسلميتها المعهودة التي لا تنجرف نحو العنف . والثورة أصلا ولدت لتقف ضد العنف ، وضد البطش ، وضد الطغيان . ولن يسوقنا الغضب إلى أي مستوى من العنف ، فالثوار يمارسون السلمية ، والرحمة ، والمودة ، ويحملون حب الوطن في دواخلهم .ومن يقول بغير ذلك فهو لا شك يحمل في داخله بذرة العنف التي يظن أنها ستتربى وتنبت بين أحضان الثوار المسالمين .
سيتم تطهير بلادنا من كل ما يرفضه الشعب ، وما الثوار إلا طليعة من طلائع الثورة ، والمواطن السوداني ثائر على طريقته ، وبقدر ما يستطيع بلا عنفٍ ولا تهاون . وسيتمدد الناس في كل الأرجاء يحملون شعلة الثورة متقدةً دون ذبولٍ أو خفوت . ولن يستطيع أحد أن يثني الثوار عن مواصلة طريقهم نحو الانتصار ، لأن من يعترض طريق الثورة سيعدّه الشعب ظالما لنفسه ، خائن لوطنه ولربه . والموت والقتل بكل الوسائل المتسخة والخبيثة لا يخيف أحدا ، والطلقة ما بتكتل ، بكتل سكات الزول .