لدينا معلومات من مصدر نثق به (وتقع مسؤولية هذه الثقة على عاتقنا) حيث أن مصدر المعلومات من أهل الحفاظ على عهد الدقة والترجيح والاختبار في التعامل بالأخبار (فالله غير حافظا) وكما قال يعقوب لأبنائه في شأن ابنه يوسف: (لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله)…وهذه المعلومات – رغم الثقة بها- وضعناها في ميزان المراجعة وفي صحبة القرائن التي رأيناها من الوسطاء الذين انتدبهم الاتحاد الإفريقي فازداد اليقين بصحتها..!! وكنا قد تساءلنا عن موقف السيدين “محمد بعليش” سفير الاتحاد الإفريقي للمسألة السودانية وصاحبه السيد “محمد الحسن ود لبات”..وقلنا: يا ترى هل موقف هذين السيدين في (الدوحة الإفريقية) هو موقف الاتحاد الإفريقي الرسمي..؟ أم أن (في الخمر معنىً ليس في العنبِ)..!!
وإلى أن يصلنا رد الاتحاد الإفريقي فإن المعلومات التي تؤيدها القرائن الحاضرة والوقائع المُشاهدة والمُعلنة تقول إن هذين الرجلين يعملان تحت تعليمات رئيس المفوضية الاتحاد الإفريقي (موسى فكي محمد) وما أدراك ما هو موسى فكي محمد..! وهذا لا يلغي ولا ينفى أن يكون بالإضافة إلى ذلك أن للسيدين الوسيطين (ميولهما الخاصة) وغرامهم وصبابتهم وصلاتهم وحبال الوصل الممدودة بينهم وبين الإنقاذيين والانقلابيين وأنصارهم من جماعة الاخونجية وتوابعهم من عناصر وحركات من المتشبثين (إلى حد الكنكشة) بالآلية الثلاثية من (جماعة الميثاق وموردي الموز وجبريل ومناوي وعسكوري وأردول وإبراهيم جابر والتجاني السيسي)..وهلمجرا…!
ويمكن الرجوع إلى مواقف وعلاقات (موسى فكي) بالمسألة السودانية وأنت لا تحتاج إلى اجتهاد كثير أو قليل لتعرف عمق مودته لجماعة الإنقاذ وتوابعهم وموقفه العدائي للتيارات الثورية في السودان..والمعلومات تقول إنه عندما كان في منزل جبريل إبراهيم وبجانبه أركو مناوي وربما التوم هجو وآخرون من هذه الشاكلة كان يقرأ (من موبايله) تعليمات وصلته من “موسى فكي”..وقال هو أيضاً من باب التأكيد إنها (تعليمات رئاسته بالخروج من حوار الآلية الثلاثية..! (لماذا يا ترى جاء نفي الاتحاد الإفريقي بعد ذلك بساعات قليلة)…؟! وهل يمكن أن يعلن بلعيش وود لبات الخروج من الآلية بدون استناد على مصدر كبير يرأسهما في الاتحاد الإفريقي..؟! ماذا وراء الغابة وماذا وراء هذه الأثيلات التي تميل مع ريح الصبا..؟! (ويا أثيلات نجدٍ ما لعبتِ ضحىً…إلا لعبتِ بقلبي يا أثيلات)..!
هل تذكرون مواقف موسى فكي وهو بالمناسبة أخ من الشقيقة تشاد من مواليد بلدة بلتين حاضرة إقليم (وادي فيرا) وكان رئيسا للوزراء (2003-2005)..ولا يهمنا هنا ما ورد في “أخبار سويسرا” swissinfo وهي بوابة إخبارية تعمل بعشر لغات وتمثل الخدمة الدولية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية..فقد ورد فيها عن موسى فكي ما يلي بالنص: (فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي تطاله اتهامات بالفساد والتحرّش الجنسي وممارسة الترهيب في المفوضية وفق تقرير أصدرته مؤخراً مجموعة الأزمات الدولية؛ وهو ما ينفيه) انتهى حديث (سويس انفو)..!
نؤكد مرة أخرى أن هذه الاتهامات (المذكورة والمنفية) لا تهمنا مباشرة الآن..إنما نحن بإزاء موقف الاتحاد الإفريقي من الانقلابات وهذا الخروج والدخول الفوضوي من وإلى الآلية الثلاثية..وعدم الحياد في الوساطة..والإصرار العجيب على (تدليل الانقلابيين) والوقوف في صفهم..ومعاداة قوى الحرية والتغيير ممثلة ثورة السودان..والإلحاح الغريب على إدخال ضبع المؤتمر الوطني المقبور في الشراكة السياسية رغم أن وثيقة الدستور الحاكم للفترة الانتقالية (في السودان الحر المستقل) تنص على استبعاده..!! فما علاقة ذلك برسائل بعض دول الجوار..؟! وما هو سر هذه التعلق الغريب بـ(فندق روتانا)…؟؟!!
murtadamore@yahoo.com