ملحمة 30 يونيو القادمة إما أن تكون حاسمة لمدنية كاملة الدسم أو الوصول إلى مفترق طرق وعر … وهذا يقتضي نظرة حكيمة لمصلحة الوطن والجميع قبل أن يقع الفأس في الرأس.. فريثما يتنسّم الوطن الحزين نسيم الحرية فترة من الزمن إلا ويقفز عسكري متجاوزاً مهمته الأساسية ليعتدي على كرسي حكم وطن شعبه يؤمن بمدنية الحكم ليعيده إلى الوراء دكتاتورية وتخلفاً وفقراً ..
وكيف لمجلس عسكري لا علاقة له بالسياسة والاقتصاد وإدارة الدولة أن يخون ما اتفق معهم على انتقال الوطن إلى حكومة مدنية بانقلاب ٢٥ أكتوبر المشؤوم ويجهز على ثورة أضاءت بنورها سماء الوطن المظلم بفساد حكم الانقاذ الظالم وكانت ثمرتها أيقونات الحرية والعدل والسلام..
وكيف يهون لهم عديمي الرحمة ذبح ثورة مثالية وليدة نضال وتضحية الشباب والكنداكات والشعب السوداني الأبي ذبحاً من الوريد إلى الوريد بلا رحمة ولا شفقة وقد صنعوها بالتضحية بأرواحهم ودمائهم..
بل كيف تجرأت قلوبهم العصية القاسية بهدر دماء الشهداء وجرح المناضلين والاعتداء على كرامة وعزة أسر المفقودين في اعتصام مشهود اغترفوا بتعالٍِ وعنف فضه بغلظة وجبروت وبلا إنسانية وجندلوا في ساحته المباركة الشباب السوداني الغض البطل وتم فيه انتهاك عروض وشرف المناضلات من فتيات الوطن العفيفيات.. والأقسى والأمر مواصلة قتل الشباب بلا رحمة في تظاهراتهم السلمية ولم يرعوا فيهم إنسانية ولا رأفة..
إن الانقضاض الآثم على الثورة خيانة عظمى للوطن ولشعبه والشباب والكنداكات الذين بذلوا من أجلها الغالي والنفيس من الأنفس والأرواح…
حتماً ستنال يا وطني حريتك من العسكر السالبين لها إن طال الزمن أم قصر طالما شعبك قادر على نيل شرف الشهادة والتضحية ومهما طغى وتجبّر الطغاة والمتهورون.. ولا شك فإن ملحمة 30 يونيو الشبابية القادمة سوف تدك صخرة الانقلاب الغاشم بعزم أكيد ولا يقسى ويصعب عليهم إسقاط حكم عسكري لا تتعدى فترة حكمه أقل من عدد أصابع اليد فهم قد أسقطوا دكتاتورية 30 عاماً من التمكين والفساد وسيندم داعمو اعتصام الموز وكل من قام بتأييد إنقلاب البرهان في ٢٥ أكتوبر الذي حرم الوطن وشعبه من نسيم الحرية والعدالة والسلام وأوقف مسيرة المدنية بغير وجه حق وسيظهر على واقعهم الهوان والذل وطغيان وجبروت العسكر وليس بغريب ما حصده التوم هجو من قلة مكانة وتنقيص قيمة واعتبار رغم قولته المذلة: الليلة ما بنرجع حتى البيان يطلع.. وطلع البيان وماذا بعد… دخول الوطن في أزمة أعمق وأشد والأمر لله من قبل ومن بعد.
عزالدين الجعلي…الرياض