أفادت مصادر دبلوماسية في السودان لـ”الشرق”، السبت، بأن وفداً من الكونجرس الأميركي سيزور البلاد خلال أيام، لبحث الأزمة السياسية والتوصل إلى اتفاق بين الفرقاء، في وقت يشهد فيه شرق السودان خلافات بين قيادات المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة.
ولفتت المصادر إلى أن الوفد الأميركي سيلتقى رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وعدداً من المسؤولين إلى جانب قوى إعلان الحرية والتغيير، لبحث حلّ الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي ناقشت مشروع قانون ينص على عقوبات تطال الشخصيات والجهات التي تعوق التحول المدني في السودان، وذلك بناء على تفويض الدفاع الوطني الأميركي للعام المالي 2022 والذي أجيز قبل أكثر من شهر.
وترعى الولايات المتحدة والسعودية، محادثات مباشرة بين المكون العسكري في المجلس السيادي وقوى إعلان الحرية والتغيير (اللجنة المركزية) بشأن الأزمة السياسية الجارية في السودان، منذ قرارات 25 أكتوبر الماضي 2021.
يأتي ذلك في وقت شدد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة على رفضه قرار تجميد صلاحيات المجلس لـ”عدم شرعية” القرار.
“ليس معنياً”
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة شرق السودان، سيد علي أبو آمنة في تصريحات لـ”الشرق”، السبت، إن المجلس “ليس معنياً” بقرار تجميد كافة صلاحياته، مشيراً إلى رفضه القرار الذي اتخذه رئيس المجلس الناظر ترك، لــ”عدم شرعيته”.
وأضاف أبو آمنة: “قيادات المجلس اتجهوا لتكوين هيئة قيادية للقيام بمهام المجلس إلى حين انعقاد المؤتمر العام لاختيار مجلس جديد الشهر المقبل”، مجدداً رفضه التعامل مع اللجنة الخاصة بمعالجة قضايا شرق السودان والتي يرأسها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي” ووصفها بـ “غير المحايدة وتنشغل بمهمات غير الموكلة إليها”.
وأوضح تمسكه بالرفض القاطع لمسار شرق السودان الوارد في اتفاق جوبا للسلام، مشيراً إلى أن أنصار المسار في المركز والولايات “هم من يسعون لتفتيت المجلس”.
متظاهرون من مجلس البجا في السودان ينظمون اعتصاماً خارج الأمانة العامة لحكومة ولاية البحر الأحمر في مدينة بورتسودان في 7 يونيو 2022 – AFP
متظاهرون من مجلس البجا في السودان ينظمون اعتصاماً خارج الأمانة العامة لحكومة ولاية البحر الأحمر في مدينة بورتسودان في 7 يونيو 2022 – AFP
يأتي ذلك، بعد اجتماع عُقد الخميس، ترأسه الناظر تِرك في منطقة أركويت قرر تعليق عمل المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة وطالبها بتسليم أدواتها من أختام وأوراق رسمية لحكومتي كسلا والبحر الأحمر، الأمر الذي أحدث انقساماً حاداً بين مكونات المجلس وتحول إلى مجموعتين إحداها تضم تِرك وبعض القيادات والثانية تضم إلى جانب أبو آمنة مقرر المجلس عبد الله أوبشار وغيرهم.
وفي سبتمبر العام الماضي، أغلق أنصار المجلس إقليم شرق السودان والذي يضم الميناء الرئيسي في السودان، احتجاجاً على مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام، تلتها عدد من الاحتجاجات التي نظمتها عضوية المجلس في ولايات شرق السودان.
وشمل اتفاق جوبا للسلام، 5 مسارات تفاوضية بين الحركات المسلحة والأحزاب السياسية المختلفة مع الحكومة الانتقالية، من بينها مسار دارفور، ومسار الشرق، ومساري الشمال والوسط.