حواء سلامة

أشرقت الحاجة حواء بدري الشهيرة بحواء سلامة كأول قابلة طبية رسمية مدربة بدلقو بل في عموم المحس في وقت مبكر.
يطلق اسم سلامة على الذكور في بعض مناطق السودان وٱل سلامة بالخرطوم هم أصهار الزعيم إسماعيل الأزهري الرئيس المؤسس.
وكنت كلما أمر في سوق الخرطوم عموم أتلفت للافتة:

سلامة صالح
ترزي إفرنجي

المفارقة أن الحاجة سلامة صالح اسم خالتي في البلد .. رحمها الله تعالى وشفع لها.
جاء والد ناس حواء وشقيقها بدري لدلقو مع حملة النجومي واستقر بدلقو وتزوج فيها قريبة ناس خالنا عثمان أمين أي عثمان محمد محمد نور.
وساقية ناس حواء سلامة وبلدتهم الأصلية في أم الطيور غرب عطبرة التي ارتبطت بها بجسر حديث.
وهي قبالة مصنع اسمنت عطبرة.
وهم أهل خلوة ونار القرٱن معروفون وينتمي لهم أستاذنا الأديب الأريب سر الختم السيد مدير التعليم الابتدائي بالإقليم الشمالي المميز وحين تقاعد نظم له حفل ضخم بالدامر شرفه الوالي وألقيت فيه كلمة مازلت أحتفظ بها وكان عند زياراته لدلقو يحرص على زيارة قريبتهم الحاجة حواء سلامة فنصحبه لها فيسعدان باللقاء.
كانت خالتنا حواء سلامة بيضاء البشرة تتسم بالحيوية الدفاقة نظيفة المظهر والملبس قوية الشخصية.
وكانت عند أي حالة توليد تراجع بدخولها وضع البيت وهيئته ومدى نظافته فإن كان الوضع متسخا تنهال ضربا وشتما على سيدة البيت من فرط عنايتها بالنظافة وعلاقتها بصحة الأم والطفل فمن باب العشم كانت تعتبرهن بناتها.
كانت الست حواء سلامة من حواءات دلقو المبادرات المشرقات الفاعلات ولن ننسى انتقالها على ظهر الدواب نهارا وليلا لتوليد النساء وهي تتزيا بثوب ابيض ناصع وتحمل في يدها صندوق معداتها المعدني الحاوي القطن والشاش والديتول والصابون الطبي إضافة للمباضع والمشارط.
ستظل الحاجة حواء سلامة علامة فارقة في تاريخ منطقتنا الطبي والصحي وٱمل أن يشمل اسمها قائمة المكرمين في افتتاح الأقسام الجديدة بمستشفى دلقو العريق.
رحمها الله تعالى وكل من خدموا مجتمعنا في ظروف بالغة الشدة والتعقيد.

الخرطوم