لﻘﺒﺖ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1691 ﻡ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻛﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1830 ﻡ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ، ﻭﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﺸﻜﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﺮﻓﺪﻫﺎ ﻧﻬﺮﺍ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﻳﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻧﺤﻨﺎﺋﻲ ﻳﺮﺳﻤﺎﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻔﻴﻞ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻛﺎﺑﺘﻦ “ ﺟﻴﻤﺲ ﺟﺮﺍﻧﺖ ” ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻓﻖ ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ “ ﺟﻮﻥ ﺃﺳﻚ ” ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻴﻞ، ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﻃﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﺭﻉ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻻﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻺﻧﺎﺭﺓ .
ﺃﻣﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﻮﺭ ﺳﺤﻴﻘﺔ، ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺳﺘﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 400 ﻕ . ﻡ، ﻭﺗﺮﺟﺢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ، ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﺣﺮﺍﺵ ﻭﻏﺎﺑﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺎﻡ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﻮﺗﻲ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺲ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻘﻬﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ “ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ” ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻜﻨﻴﺔ .
ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﻤﻮﻡ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻣﻘﺴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔﻭﻫﻲ :
( ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ )
ﻭﻳﻘﻊ ﺷﺮﻕ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻚ ﻧﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﻟﻜﺒﺮﻱ ﺑﺤﺮﻱ،
( ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻷﻓﺮﻧﺠﻲ )
ﻭﻳﻘﻊ ﺑﻴﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻚ ﻧﻤﺮ ﻭﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑـ ( ﺷﺎﺭﻉ ﻓﻜﺘﻮﺭﻳﺎ ). ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺟﺎﻟﻴﺎﺕ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ( ﺍﻻﻏﺎﺭﻳﻖ ) ﻭﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﻬﻮﺩﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺮ ﺷﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ “ ﺳﻮﺭﻳﺎ ” ﻭ ” ﻟﺒﻨﺎﻥ ” ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻞ ﺍﻷﺭﻣﻨﻴﺔ،
السوق العربي:
يقع ﻏﺮﺏ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺗﺘﺨﻠﻠﻪ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺃﺳﺮ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﺮﺓ ( ﺍﻟﺰﻳﺒﻖ ) ﻭ ( ﺁﻝ ﻛﺸﺔ ) ﻭ ( ﺁﻝ ﺍﻟﻔﻮﺍﻝ ) . ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻷﻗﺒﺎﻁ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﻕ ﺍلاسر ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﺸﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﺒﺎﻥٍ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺜﻞ ( ﺣﻮﺵ ﺑﻮﻟﺺ ) ﺷﺮﻕ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭ ( ﺣﻮﺵ ﺳﻠﻴﻢ ) ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻤﺒﻮﻧﻲ ﺍﻵﻥ ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﺁﻝ ﻧﺨﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻭﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺷﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻹﻏﺮﻳﻖ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ( ﺍﻟﺒﻘﺎﻻﺕ ) ﻭﻟﻬﻢ ﺣﺎﻧﺎﺕ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛـ ( ﻟﻮﺭﺩ ﺑﺎﻳﺮﻭﻥ ﻭﺷﻨﺎﻛﺎ ﻭﺧﺒﺎﺯ ) ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻮﺭﺵ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺩﺭﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ .
ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﺸﻮﺍﻡ ﺑﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺎﺕ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﻑ ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﻢ ( ﺁﻝ ﻗﺮﻧﻔﻠﻲ ) ﻭ ( ﺁﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺷﻲ )
ﻭﺃﺩﺧﻞ ( ﺁﻝ ﻛﺎﻓﻮﺭﻱ ) ﻣﻦ “ ﻟﺒﻨﺎﻥ ” ﻣﺰﺍﺭﻉ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑـ ” ﻛﺎﻓﻮﺭﻱ ” ﻭﺗﻮﺯﻉ ﺑﻌﺮﺑﺎﺕ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﺍﻟﻤﺒﺴﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻛـ ( ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻗﺎﻋﻮﻥ ﻭﺣﺒﻴﺐ ﻛﻮﻫﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﺮﺙ ﺍﺷﻜﻨﺎﺯﻱ ﻭﺍﻝ ﺩﻭﻳﻚ ﻭﺍﻝ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ) ، ﻭﻟﻬﻢ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻣﻌﺒﺪ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﻣﺒﻨﻰ ( ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ )
اضافه الى ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻷﺭﻣﻨﻴﺔ مثل ( ازمرليا) ﻭ( ﺑﻮﺩﺭﻳﺎﻥ ) ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺼﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ “ ﻏﺮﺩﻭﻥ ” ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﻭﻧﺰﻱ ﻣﺜﺒﺘﺎً ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺟﻤﻞ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﺘﺠﻬﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑـ ( ﺷﺠﺮﺓ ﻏﺮﺩﻭﻥ ) .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺒﻊ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ “ ﻛﺘﺸﻨﺮ ” ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﺣﺼﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﻧﺰ ﺗﻤﺖ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﻤﺎ ﻻﺣﻘﺎً ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺇﻟﻰ “ ﺍﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ” ، ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﻏﺮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺷﺎﺭﻉ ﻛﺘﺸﻨﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ .
ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺗﺴﻤﻴﺔ ( ﺷﺎﺭﻉ ﻛﺘﺮﻳﻨﺎ ) ، ﻟﻜﻦ ﻓﺬﻟﻜﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﻘﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﺴﻴﺪﺓ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻣﺪﺍﻡ ( ﻛﺘﺮﻳﻨﺎ ) ، ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﺠﺮ ﺿﻴﻖ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺃﺑﻮﺳﻦ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺷﺮﻕ، ﻗﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﺳﻢ ( ﺷﺎﺭﻉ ﻛﺘﺮﻳﻨﺎ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺷﺮﻕ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺟﻨﻮﺏ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻏﺮﺏ ﻣﺴﺠﺪ ﺷﺮﻭﻧﻲ .
ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ( ﺯﻣﺎﻥ ) ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ “ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ ” ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖ ( ﺣﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺪﺍﺭﻳﺔ ) ، ﺣﻴﺚ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭ ( ﺣﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ) ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺣﻲ ( ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ) ﻳﻘﻄﻨﻪ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ، ﻭﺃﻓﻘﺮﻫﺎ ﺣﻲ ( ﻫﺒﻮﺏ ﺿﺎﺭﺑﺎﻧﻲ ) ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻲ ( ﺍﻟﻜﺎﺭﺓ ) ﺃﻭ ﺣﻲ ( ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﺠﻴﺔ ) ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺣﺘﻞ ﺣﻲ ( ﺍﻟﺘﺮﺳﺎﻧﺔ ) ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻏﺮﺑﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺃﺳﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻴﻢ ﺟﻨﻮﺑﻪ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ .
ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻛﺎﻥ ﺣﻲ ( ﺑﺮﻱ ﺍﻟﻤﺤﺲ ) ، ﻭﻗﺪ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻘﻞ ﻟﻤﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑـ ” ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ” ﺳﻨﺔ 1900 ﻡ
ﻭﺃﻗﻴﻤﺖ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺗﻢ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺪﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺟﻨﻮﺑﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺪﻳﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ( ﺍﻟﺤﻠﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ) ﻭﺍﻟﺪﻳﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﻓﺎﺭﻭﻕ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻵﻥ ﺑـ( ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ) ﻭ ( ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ 2 ) ﻭ ( ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ 3 ) .
ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻱ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﻤﻮﻡ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻛﺎﻟﻤﻘﺮﻥ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺷﺮﻕ ﻭﻏﺮﺏ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ “ ﻭﺩ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ” ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ “ ﺍﻟﻤﺮﺿﻲ ” ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﻮﺗﻲ ﻭﺍﻟﺠﺮﻳﻔﺎﺕ ﻭﺣﻠﺔ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﻭﺣﻠﺔ ﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺨﻮﺟﻼﺏ ﻭﺍﻟﻌﻴﻠﻔﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ