•••
• تمُر ذكرى ٣٠ يونية هذا العام وشعبنا في كفاحٍ ومدافعة من أجل إسترداد حريته وكرامته من الفريق البرهان.. وتصادفُ هذه الذكرى كذلك غضبةَ جيشِنا الباسل في الشرق العزيز وهو يزأر لإكمال تحريرِ الفشقة، التي هي من كرامة وعزةِ الوطن..
والمناسبتان غاليتان ومتوازيتان..
ففي الخرطوم، وفي كل بقاع السودان الأخرى، تمُر ذكرى ٣٠ يونيو وشباب ثورة ديسمبر يغضبون بطريقتهم منافحين عن حريتهم وكرامتهم اللتين إغتصبهما الفريق البرهان، وفي الشرق يغضبُ جيشُنا الباسل منافحاً عن حريةٍ وكرامةٍ مغتصبتين كذلك !!
• وإذا كانت المقادير قد وضعت الفريق البرهان ليكون قائد جيشِنا في هذه اللحظات، فإنَّ هذا (الحظ السعيد) لن يمنحه أي حصانة ضد غضبة الشباب الطامح لإسترداد حريته وكرامته منه، ولا صمودنا خلف جيشِنا الباسل في الفشقة المحررة، سيلغِي أية منافحات في الخرطوم والمدن الأخرى لإسترداد الشرعية التي أهدرها البرهان، حتى وإن كان هو من يقود جيشنا -بنفسه- في الشرق الحبيب !!
الموضوع ببساطة أننا نتفق مع البرهان أن الفشقة مِلكُنا، ونحن من نفوِّضه ونموِّلُه ليقود جيشنا لتحريرها، ونختلف معه أن السودان الذي إغتصبه ليس مِلكاً له، وأننا سنقاومه لأجل ذلك حتى ننتزعه منه بقوةٍ وتصميم كما تُنزعُ الروحُ من الجسد !
• ولابد أن يعلم الفريق البرهان -هنا- أنه إذا تصادف -مثلاً- حلول ذكرى فضِّه لإعتصام القيادة في العام القادم ٢٠٢٣م مع مناسبة تحرك جيشنا لتحرير حلايب وشلاتين من مصر -إن شاء الله- فسيُحيِي السودانيون مناسبة فض الإعتصام -عادي جداً- وبالطريقةِ المناسبة، ولن يؤجلوها لأن جيشهم يقاتل لتحرير جزءٍ عزيز تم إقتطاعه، ولن يشعر الشعب السوداني بذرةٍ واحدةٍ من حرجٍ في ذلك، لأن (لكل شئٍ دربُه ومضرابو) !!
فهذا الشعب واعٍ بما يكفي لمنع البرهان من (لخبطة الكيمان) مهما تشابهت تلك الكيمان !!
• ولابد لنا من تذكير الفريق البرهان كذلك أنه عندما أمر المشير المخلوع عمر البشير بإعدام ضباط الجيش الثمانية والعشرين صبيحة يوم العيد في ٢٤ أبريل ١٩٩٠م، فصحيحٌ أنَّ العيد كان كئيباً وقاتماً، ولكنه لم يتأجل، فلقد طلعت الشمس في وقتها بالضبط، وصلى الناس صلاة العيد في الساحات العامة، برغم الحزن والغضب الذيْن خلَّفهما ذاك التوقيت الحقود من قائده الأعلى المشير المخلوع !!
• وفي عهد المشير المخلوع نفسِه، وفي صبيحة يوم العيد كذلك حينما أمر كمال حسن علي بإطلاق النار على طلاب الخدمة الإلزامية بمعسكر العيلفون في ٢ أبريل ١٩٩٨م، فمات منهم وغرِق أكثر من مائة، أشرقت شمسُ ذلك اليوم كالعادة، وفي مواعيدها، معلنةً حلول عيدٍ كئيب وقاتم ولكنها لم تتأخر عن الشروق !!
• فيا سيدي البرهان..إنَّ المواعيد التي تُحسب بالسنة القمرية والشمسية لا تتأخر، لأن الشمس والقمر لا يتأخران عن الإشراق في مواعيدِهما المضروبة !!
• فنحن نصلِّي لأجل جيشنا الباسل لينصره الله تعالى في الشرق الحبيب، ولكننا مضطرون كذلك لعدم تأجيل الإحتفاء بذكرى ٣٠ يونية، بالطريقة التي تناسبُك وتناسبُنا، لأنها ميعادٌ حتميٌ يؤرَّخُ له بالسنة الشمسية (الكبيسة)، ولا يأتي إلا مرةً واحدة كل عام، ومن الصعبِ تأجيلُه !!