هذه هي الأيام الأخيرة لإنقلاب البرهان، صافرة قطار عطبرة ترن في أذنيّ، و أشعر بذات مشاعر سقوط البشير.
الجو العام المليء بالعنف و القمع المفرط ينبيء أن الإنقلابيين يتخبطون، و أن النصر صبر ساعة، و حنصلي صبح الخلاص حاضر قريبا جداً، لتودع البلاد سنوات طويلة و شديدة الظلمة من حكم العسكر و الإنقلابات المتكررة، و أنه قد حان الوقت أن نعيش أعزاء في بلادنا.
سأحكي عن هذه الصورة حين وصول قطار عطبرة، و عن البكاء و عن النحيب و عن توحد مشاعر الاف الموجودين،و عن الوطن الذي رأيناه في أعين الوافدين من مدينة الحديد و النار و الوطن الذي بكينا غيابه عشرات السنين، غياب عن الوجدان و عن المحافل العالمية و غيابه عن قائمة البلدان المتقدمة رغم امتلاكه للموارد.