الخرطوم – التحرير:
بعثت الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي، برسالة إلى السكرتير العام للاتحاد القومي الديمقراطي الكردستاني بالعراق غفور مخموري، واللجنة العليا لملتقى الحوار الديمقراطي وحق تقرير المصير بمحافظة السليمانية، اعتذرت فيها عن المشاركة في ملتقى الحوار الديمقراطي وحق تقرير المصير الذي يعقد (السبت والأحد 16-17 سبتمبر) بالسليمانية.
وقالت في رسالتها إنها تسعد بالالتقاء مع كافة ألوان الطيف الكردي الشقيق، لبحث التعاون في رفع المظالم والعنت عنهم، في إطار الوطن الواحد، لكنها ترفض المشاركة في تعبئة تؤدي في نهايتها لتمزيق جزء عزيز من الوطن العربي، الذي يعاني في كل ارجائه والمهدد بصورة غير مسبوقة في بقائه.
وناشدت الدكتورة مريم في رسالتها القيادة الكردية، أن تعيد التفكير في إجراء الاستفتاء المقرر في 25 سبتمبر الجاري، وطالبتها أن تعكف على إجراء حوار موسع جاد وشفاف بين القوميات في الإقليم، لتحقيق المصالحة الوطنية القائمة على العدالة والانصاف، والالتزام بالمواطنة المتساوية وكفالة حقوق الانسان وأسس الديمقراطية.
وأشارت إلى أن ذلك من شأنه تحقيق معادلة كسبية للإقليم الكردستاني والقطر العراقي والأمة العربية؛ ويكون لتجربة اقليم كردستان في إطار دولة العراق الواحد الريادة القابلة للتكرار، في تعزيز الوحدة الوطنية القائمة على التعددية القومية والثقافية والسياسية.
وأكدت موقف حزب الأمة القومي المبدئي والقائم على أهمية إنصاف كل المجموعات القومية والإثنيات، وأشارت إلى أن أهم من ينطبق عليهم هذا المطلب المشروع هم قومية الأكراد.
وأكدت نائب رئيس حزب الأمة في رسالتها إلى أن حل مشكلة الغبن السياسي والثقافي وانكار الحقوق يكون بتبني الدولة المساواة في المواطنة، والإعتراف بالحقوق الثقافية للقوميات، والنص في الدستور بكفالة حقوق الإنسان والتعددية الثقافية والقومية، وليس بتقرير المصير.
وقالت إنه مع الاعتراف بالحق في تقرير المصير الذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة، إلا أن تقرير المصير إذا صار هو الحل بدلاً عن العمل لنيل القوميات في الوطن الواحد حقوقها، فإن ذلك يؤدي إلى تفتيت الأوطان العربية، وهو الهدف الذي يعمل لأجله أعداؤها الذين يهدفون إلى تمزيق البلدان العربية.
وأشارت الدكتورة مريم في رسالتها إلى تجربة السودان مع الاستفتاء حول تقرير المصير، الذي أنتج انفصال دولة جنوب السودان عن السودان، وقالت بدلاً من أن يعمل الناس على استحقاقات الوحدة الوطنية لخلق وطن واحد ثري بتنوعه وقوي بتعدد موارده، أدت المسارعة في إجراء تقرير المصير في ظل استقطاب سياسي حاد وضعف بنية الدولة، بمباركة دولية، إلى نشوء دولتين مستغرقتين في النزاعات الداخلية، وفيما بينهما، ويعاني الشعبان من الضائقة المعيشية، وإهدار الكرامة الانسانية وشدة الاستقطاب السياسي والتمزق في النسيج الاجتماعي؛ ما أدى إلى خلق كيانين غير قادرين على تحمل مسئولية حماية شعبيهما، ويشكلان عبئاً وخطراً على الأمن الإقليمي والدولي.