▪️من قال أن الثورة الحقيقية لاتتجاوز نوبات الغضب العابرة ؟أو أنها إقتلاع فقط، أو أن الثورة في سنواتها الأولي مبرأة من التشويه والتشويش والإستهداف ؟ ربما تكون الثورة الحقيقية بهذه الصفات في سنواتها الأولي، ولكنها غير ذلك فيمابعد ،لأنها في إنطلاقتها الأولي كأنما هي حاطب ليل يحمل وسط حطبه الأفاعي والجرذان وكل الهوام، والتي ستختفي حتما عند شروق الشمس لأن الشمس ستطرد كل سام حقود ليبقي فقط الحطب والوقود ، وحاطب الليل لمن لايعرفه هو ذاك المكلف بجمع الحطب من حيث تنمو الأشجار ويحمله الي خلاوي القرآن ليستفاد من إحتطابه في إشعال ( النار) تقابة القرآن واستخدام بعضه في طهي الطعام.
▪️الثورة الحقيقية هي هكذا إصرار لا يتراجع، وعزيمة لاتفتر، وجرأة تصنع التغيير وتمضي إلي المستقبل بلا تردد ولاخذلان.
وهي ذات الثورة التي تحترم قوات الشعب المسلحة ولكنها تدرك تماما أن للجيش مكانه الرفيعة وشرفه العظيم ومهامه المقدسة في حماية الوطن وتأمين حدوده وحماية الشعب من كل مايهدد أمنه وسلامه في مهنية عالية دون الإنحراف نحو السياسة
أو السقوط في حبائل الولاءات الضيقة.
▪️الثوار الحقيقيون هم من يعرف تماما.. أن مكان المزارع حقله، ومكان العامل مصنعه وورشته، ومكان التلميذ مدرسته و الطالب جامعته والموظف مكتبه وميدان عمله، والجندي والضابط موقع تدريبه وثكناته ، والقاضي في محكمته، والشرطي حيث يجب أن يتواجد لتأمين حياة الناس وممتلكاتهم ، والثوار الحقيقيون هم من يطمحون إلي أن يتصدر المجتمع العلماء، والخبراء، وأن ينهض الدعاة ورجال الصحافة والإعلام لأداء ادوارهم الوطنية وتطوير قدراتهم خدمة للوطن والمواطنين، يحملون مشاعل الضياء التي تعين الوطن في خطواته نحو المستقبل الزاهر.
▪️وكأنما شباب الثورة السودانية يدركون تماما ،أن ثورتهم طالها الإستهداف، ولكنهم لايلتفتون إلي مَنْ يعرقلون إنطلاقهم ، ومنعهم من الوصول إلي أهداف ثورتهم والتي ترغب في تأسيس دولة مدنية تعتمد علي العلم والعدل والإنتاج، ولاتسمح بالفوضي ولا بصعود الجهل والفساد وكأن لسان حال الثوار يقول
نحن نمضي بثورتنا إلي حيث تنمو أهدافها العظيمة وندرك تماما أن الثورة الحقيقية طويلة المراس فالثورات الكبري ليست غضبة عابرة، ولا إنتفاضة مؤقته، ولا مليونيات قابلة للتلاشئ.