✓• لم يتفاجأ إلا المقالون من خبر إقالتهم من مجلس السيادة الإنقلابي، فالجميع يعلم مكر قائد الإنقلاب عبد الفتاح البرهان، والذي أطاح بأعظم ثورة أدخلته التاريخ كأحد أعظم جنرالات الجيوش في المنطقة، فاختار أن ينحاز إلى الضفة المغايرة للتاريخ.
✓• تسربت أخبار منذ ظهر اليوم بأنباء عن إعفاء البرهان للأعضاء الخمسة من المدنيين في مجلس السيادة والأبقاء على أعضاء ثلاثي سلام جوبا (عقار، الهادي، حجر)
وقد تأكد صدور قرار بأعفاء أعضاء مجلس السيادة من المدنيين الذي بالكاد عرفهم الشعب عقب تعيينهم بعيد إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م، فالخماسي (أبو القاسم برطم، سلمى عبد الجبار، عبد الباقي عبد القادر، يوسف جاد كريم، رجاء نيكولا).
✓• جميعهم تم تسليمهم خطاباتهم قبل أن يمر يوم على الحديث الذي أدلى به البرهان وصرح فيه بحل المجلس عقب التوافق بين القوى المدنية على تكوين حكومتهم، وهي إيماءة تبين مكر ودهاء من يفكرون للبرهان، فقد افلحوا تماما في خلط الأوراق وإرباك حتى من مالؤوه وزينوا له رجس انقلابه من جماعات اعتصام القصر.
✓• هؤلاء المقالون قال البرهان قبل وأثناء وبعد تنصيبهم أنهم يمثلون كافة أنحاء السودان وأقاليمه وأن اختيارهم تم بأكبر غطاء ورضى شعبي وجماهيري للسودانيين على امتداد الوطن، ولكنه لم يكلف نفسه الاجتماع بهم وشكرهم على سدانته لتسعة أشهر، وقد رأينا كيف يجتمع الرؤساء بمرؤوسيهم وإبلاغهم مثل هذه القرارات.
✓• خطوة البرهان كما الإنقلاب ليس لها سند دستوري أو مرجعية دستورية، ونرجو أن ينشر هؤلاء المقالين خطابات شكرهم وإعفائهم وعلى أي سند قانوني تمت، ام أنهم سيلجأون لدائرة الطعون التي كونها البرهان لإعادة الفلول، وباركوا أعمالها.
✓• بإعفاء هؤلاء الخمسة تبين أن البرهان منذ انقلابه في أكتوبر المنصرم ظل يقرر وحده لا شريك له، ويتحرك وفق زوايا تفكير مرسومة له من خارج حتى صندوق الحلف، ولم يكلف نفسه حتى الجلوس مع الذين زفوه رئيسا للانقلاب وواروا سوءاته وبرروا لقتله وسحله وتعذيبه للشعب السوداني.
✓• كان بإمكان هؤلاء الخمسة الذين يشكلون عصبة مقدرة في مجلس السيادة الانقلابي، كان بإمكانهم اتخاذ مواقف مشرفة بالاستقالة أو تقديم مذكرة للمجلس بسحب الثقة من رئيسه، ولكنهم كانوا حملانا في أرض مسبعة في زمان مسغبة يرجون مشبعة وحياة مترعة.
✓• أبلغ ما يمكن أن يوصف به هؤلاء المطرون بأنهم (خِرَق) بالية مسح بها البرهان سوءته وقذف بها في غيابت الجب، سلموه رقابهم ومن قبلها زمام الوطن ليعبث به كيف يشاء، فعبث بهم وبعثهم إلى أسفل درك سحيق تلاحقهم الآثام بالاشتراك في جرائم البرهان وتطاردهم لعنات الشعب.
✓• ختاما: البرهان أضحى خطراً حتى على نفسه، فإنسان استحضر شياطين الإنس والجن لإعانته حتماً سيكونون ممن يعجلون لحتفه بظلفه، فالواجب على قوى الثورة تدارك الأمر بالاسراع في توحيد صفوفها لاستلام زمام الأمر في البلاد وكف يد البرهان الباطشة المستبدة عن البلاد وعن نفسه حتى لا تقع البلاد فريسة لأولئك المستحضرين من التنظيم والحركة. وما لم يحدث ذلك سنرى الآتي:
١. إنقلاب عسكري نراه قادماً بقوة من حضن الحركة والتنظيم بجنرالات الفساد والإفساد والاستبداد.
٢. جماعات متطرفة ستنشط في تأييد العسكر وحملات لطرد البعثة الأممية وربما يكون ذلك مصحوباً بعنف دامٍ.
٣. وصاية كاملة وشاملة على أركان الدولة وكياناتها وقبضة حديدية تنكل بكل الخصوم بصورة أقسى مما حدث بعد الإنقلاب.
٤. تصاعد الأصوات الأممية المنادية بإعادة السودان لمربع الحظر والقوائم السوداء.
٥. تنصل بعض الجماعات المسلحة عن الاتفاق والتراجع للخنادق. وربما تكون المعارك هذه المرة وسط المدن والمجمعات السكنية.
من كوادر شباب حزب الأمة القومي