رفضت لجان المقاومة ولاية الخرطوم، وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي خطاب الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي وأعلنت تنسيقيات لجان المقاومة، رفض خطاب قائد الانقلاب، قائلة إن أي محاولات لإعادة التموضع في مستقبل الدولة السودانية من شاكلة مجلس أمن أو دفاع مرفوضة، وليس أمامهم غير المشانق والمقاصل على الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب.
واعتبرت قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي، قرارات قائد الجيش في خطابه مناورة مكشوفة وتراجعاً تكتيكياً، ولن تنطلي على الشعب السوداني الذي سيستمر في مقاومته السلمية.
والفريق البرهان بطبعه ماتلى قراراً او أصدر مرسوما او قرأ خطاباً عنونه بإسم الحرية والسلام والعدالة وأردف فيه (ايماناً منا بثورة ديسمبر المجيدة) إلا وكان خطاباً خادعاً وغير صادق، ودائماً ما يحظى بالرفض من القوى السياسية والثورية، وهذا يعني ان البرهان يعمل بكل قوته لهزيمة الثورة ومحوها من الوجود والعمل على عرقلة التحول الديمقراطي، والسؤال إذا لماذا لا يواصل البرهان مشواره الإنقلابي في صمت ، دون الحاجة للصعود على المسرح السياسي وارتداء هذا القناع لتجسيد هذا الدور في مسرحية مكشوفة فمن الذي يدفعه لإلقاء هذه الخطابات (المضروبة) والمردودة اليه..؟
والملاحظ انه وبعد كل يوم ثوري ناجح يعد المكتب السياسي لعناصر النظام البائد خطة اسعافية لقائد الجيش فبعد يوم ٢١ اكتوبر اليوم التاريخي المرعب جاء انقلاب ٢٥، وبعد ٣٠ يونيو اليوم المشهود المخيف جاء هذا الخطاب الذي يمهد ويفتح الباب على مصرعيه لإنقلاب الاسلاميين الناعم ، البرهان لم يقرأ خطاباً لانسحابه من المشهد السياسي او لعودة العسكر للثكنات البرهان ذاع بياناً ثانياً لإنقلاب آخر في ظاهره يحكي عن نية العسكر انساحبهم من المشهد (لاحقاً) وفي بواطنه يكشف عن مخطط خطير يرسمه ( مجلس الدفاع والأمن ) لعودة الاسلاميين من جديد لكن هذه المرة بطريقة مختلفة جديدة يدار فيها القرار من خلف ستار حكومة مدنية تعمل من أجل تحقيق اهداف الثورة، ويعمل مجلس الدفاع من اجل عودة الاسلاميين عبر انتخابات غير نزيهة بالطبع.
لكن فشل قائد الجيش ومكتبه السياسي الكيزاني الذي يعمل بعقلية (بائدة) في تقديم (طبخة نية) اعادتها القوى الثورية والسياسية دون النظر فيها، وعاد البرهان من جديد يحتضن فشله وخيبته، فكان الرجل يريد ان يعلق كل الاخطاء والكوارث والفشل والجرائم التي ارتكبها على شماعة المدنيين والآن ردوا له الكورة في ملعبه من جديد ( أن تحمل مسئوليتك او تعلن تنحيك بشجاعة ) لكن كل الخطط والتلاعب والمراوغة اصبح مكشوفاً، تحت اضواء الثورة التي اعطت الجميع الدروس ومازالت، عدا الانقلابيين والكيزان لذلك مازالوا يمارسون أساليبهم القديمة ليلا والتي تعود اليهم قبل ان تشرق الشمس عليها.
فخلاصة القول ماعلى البرهان إلا ان (يبل خطابه ويشرب مويتو) بعد ان رفضته لجان المقاومة و كل القوى السياسية المؤثرة و(حكمة ربنا) انه لم يرحب بخطاب البرهان الا أردول وعدد من الشخصيات المناصرة للانقلاب والتي ليست بحاجة الى خطاب .!!
طيف أخير:
كل شي تدفعه المؤامرة تنتظره الهاوية
الجريدة