بعد وداع الأحباب بأمبدة وقد عز علي وداع الخال المثالي نصر الدين أوصلوني حتى محطة ود البشير حيث اعتليت حافلة متجهة لشرق النيل.
كعادتي تحوطا وضعت جوالي على جيب العراقي وما معي من قروش على جيبه الٱخر عدا قليل منها للمواصلات.
انطلقت بنا الحافلة المتوسطة الحجم وبينما نمر على جهة الملازمين نزل من يجلس يميني منفردا حيث الكراسي موضوعة فردية فيما كراسينا على اليمين سعة شخصين.
بينما كنا نعتلي الكبري مر الكمساري يجمع قيمة التذاكر.
الرجل الستيني الذي يجلس أمام الكرسي الذي شغر بنزول من خلفه يغتش جيوب صديريه المتدلي كلها في جنون ويبحث عبثا تحت كرسيه وحواليه ثم قال بصوت متهدج مبحوح:
أنا اتسرقت
جوالي مافي
تواصلت مع مكالمة أحد أقربائي بعد أن اعتليت الحافلة
نشلني من نزل قبل شوية
تأثر كل زملاء الرحلة فيما طلب الجالس أمامي رقمه فأملاه فحاول الاتصال بالرقم مرتين دون جدوى
لقد قفل الجوال!
ولم يملك الركاب له سوى الحسرة والألم ودعوات الدعاء على الحرامي:
الله لا كسبه!
احترسوا