هكذا تقع الطامة الكبرى من البرهان وانقلابه…! دعوة صريحة لاعتماد العنصرية لا المواطنة وسيلة لنيل الحقوق.. زرع الفتنة والفرقة بين السودانيين صراحة وبلا مواربة.. التحريض العلني للخروج على الدولة… مخاطبة السودانيين بالقبيلة والجهوية.. الدعوة الصريحة للفوضى ومنح الامتيازات الخاصة لمجموعة جهوية أو عرقية دون بقية المواطنين.. تفريق وحدة الانتماء الوطني للجيش السوداني إلى مجموعات جهوية وقبلية تقوم بمهام القتل والدفاع والهجوم لأنها تتبع لجهة ما في السودان دون جهات أخرى..!! هل هناك أخطر من هذا على كيان الدول والمجتمعات..؟!
ثم تكرار الحديث بالتمايز العرقي والجهوي لجهة باعتبار أن كل جهات السودان الأخرى بعشائرها وثقافاتها المتعددة لا تشبه هذه الطبقة المميزة من السودانيين التي يرى البرهان انها تمتاز على الآخرين وأنها الاحق (بالتحرك) لأخذ حقوقها..كما انها هي وحدها الأحق بقيادة السودان وعليها ألا تعبأ بالآخرين (الذين لا يشبهوننا)..!!
ما هي هذه الملامح التي ينفرد بها البرهان ويقول إنها لا تشبه ملامح (السودانيين الآخرين)..ا؟! ألم يقل ذلك..! هل هذا الحديث ايضاً من فبركات الأعداء..؟! اذن فليخرج البرهان ويقول إن هذا الحديث لم يصدر منه.. وانه يقسم على نفيه ويغسل يده ولسانه بالتراب ثلاث مرات يردفها برابعة من زيت الخروع…!!
من الذي قال: (يجب أن تكون في حدود فاصلة بين حق الناس العام وحقنا الخاص.. الذهب بطلع من هنا.. الزراعة من هنا قواتنا البقاتلو في الشرطة والجيش من هنا.. يجب ألا نترك ولا نسمح لي ناس لا يشبهونا ولا يمثلونا يتكلموا نيابة عننا)..! مَنْ من الناس يشبه هذا الكلام… ويشبهه هذا الكلام..؟!
ولكن هل هذا الحديث الخطير من الأمور غير المتوقعة من الانقلاب وقائده..؟!.. (حاشا وكلا) هذا هو عين ما يقوم به الانقلاب فعلاً لا قولاً..!! اعتقالات برسم الملامح.. قتل على الهوية.. احتجاز للأطفال والصبايا بدعوى عنصرية ومن خلال لون البشرة.. القتل والاعنقال والتعذيب وفق التصنيف العرقي أو الانتماء السياسي لجماعة دون جماعة…! ولكن خطورة الأمر أن يصدر مثل هذا التحريض الصريح من منصب يضع فيه صاحبه نفسه راساً للدولة ..واخطر من هذا ان يصدر هذا التحريض ضد المواطنين وهذا الخطاب العنصري الفاقع ممن يضع نفسه في موقع قائد الجيش السوداني..!!
هل هذا الكلام غريب على قائد الانقلاب..؟! (حاشا وكلا)…
انما هو ما يعتمده ويعتقده الانقلاب..وقد ينزلق به اللسان في غفلة عن انقضاء زمن الكلامات المدغمسة داخل الأسوار ومفارقتها للأقوال التي تخرج من المنابر.. كلها (يا حبيبي) تحت الرصد..!
ولن ينجو من وزرها أحد بسبب أنه أطمأن لمن حوله في (ضرا العنصرية) ويريد ان يوحي لهم بأنهم وحدهم أصحاب الحق الإلهي في موارد الدولة وفي ريعها بشهادة الملامح والشلوخ التي تضعهم في الصدارة والسيادة على السودان دون الآخرين.. أرضاً وموارد وقيادة وسلطة خالصة وليذهب الآخرون إلى الجحيم..! أرايت إلى أين ينتهى هذا الدرك الأسفل..!
هذه هي الطامة الكبرى التي وصل إليها الانقلاب وأصحابه..ولكنها النتيجة الحتمية لهذا الانقلاب العنصري القاتل..! هكذا ينتهي (خيط الدم) ليلتقي مع (خيط الجهل) حتى يضع الوطن في هذه النهايات العقيمة عبر التحريض الفادح على العنصرية والفوضى إلى درجة تصبح فيها العنصرية عقيدة قيادة الدولة..
يدعو بها قائد الانقلاب مجموعة سكانية إلى الاستعلاء على بقية أهل البلاد وعلى مؤسسات الدولة (وبطبيعة الحال ستكون هذه المجموعة أول من يسخر من حديثه هذا)..!!
هذا الكلام رغم ما ينذر به من شر مستطير.. هل كان غريباً أن يصدر من قادة الانقلاب.. (حاشا وكلا)..!!