“يا كبار البلد الأمين * السُكات دا بصح لا متين” (1) هو عبيد عبد النور (1896-1963)، وُلِد في مدينة أمدرمان، والتحق بمدرسة رفاعة الأوليَّة عام 1902م، ثم مدرسة رفاعة الابتدائية (الوسطى)، ومنها إلى قسم المعلمين بكلية غردون التذكارية. وبعد تخرجه في الكلية عام 1917م، التحق بمصلحة المعارف لفترة لم تدم طويلًا إلى أن تمَّ ابتعاثه إلى الجامعة الأمريكية في بيروت (1924-1928م)، في أول فوجٍ من مبعوثي مصلحة المعارف. وبعد حصوله على درجة بكالوريوس الآداب في التاريخ، عاد إلى السُّودان، ودرَّس مادتي التاريخ والتربية الوطنية في كلية غردون التذكارية، ومنها انتقل إلى مدرسة وادي سيدنا الثانوية. ويُعد من المؤسسين الأوائل لمؤتمر الخريجين وشعرائه الأفذاذ، ومن قصائده الشهيرة والمغناة، قصيدة مطلعها “يا أم ضفائر قودي الرسن* واهتفي فليحيا الوطن”. إلى جانب ذلك، ألَّف عبيد عبد النور العديد من الروايات ذات الصبغة الوطنية، كما أنه أول من استمع السُّودانيون إلى صوته عبر أثير إذاعة “هنا أمدرمان”. وعندما تقاعد أن الوظيفة الحكومية أنشأ مدرسة بيت الأمانة الثانوية. وقبل وفاته أوصى بدفنه في المدرسة التي أسسها، اقتداءً بشيخه بابكر بدري، الذي دُفن في مدرسة الأحفاد، لكن سلطات الحكم العسكري آنذاك رفضت الإيفاء بالوصية، فدفن جثمانه بمقابر البكري بأمدرمان. وفي عهد الحكومة البرلمانية التي أعقبت الحكم العسكري (1958-1964)، أوصى إسماعيل الأزهري، رئيس مجلس السيادة آنذاك، بنقل رفاة عبيد عبد النور إلى مدرسة بيت الأمانة الثانوية بحي العباسية في 21 ديسمبر 1966م. لمزيد من التفصيل انظر: المعتصم أحمد الحاج، معجم شخصيات مؤتمر الخريجين، أمدرمان: مركز محمد عمر بشير للدراسات السُّودانية، 2002، ص 90-91.
(2)
ومن روائع قصائده التي تصف طرفاً من واقع السودان اليوم، الأبيات الآتية:
يا كبار البلد الأمين *** السُكات دا بصح لا متين
بينوا لنا الرأي المبين *** التكم هسع مشين
ما بتشوفوا الفقر اللعين *** والعرايا المتبهدلين
وال بيبكو والصابرين *** والرزايا بتروح متين
ما بتشوفوا الذل والهوان * مص دمانا وعقب امتهان غنمونا وحفظوا الأمان* بالنبابيت والخيرزان