يعد الإنقلابي البرهان الآن للانتخابات التي ينادي بها الكيزان والعسكر والفلول وهي كلمة حق أريد بها باطل فكيف نتصور قيام الانتخابات في ظل حكومة عسكرية كيزانية فاسدة ؟ الا ان تكون هذه الانتخابات هي تكراراً لانتخابات المخلوع مخجوجة ومزورة من قبل أن تبدأ حتى وذلك فيما يتعلق باجراءات الانتخابات الواجب إنجازها من تعداد سكاني وسجلات الرقم الوطني والسجل الإنتخابي ودوائرها الجغرافية وكل ما سوف يتم الآن من قبل السفاح هو تجهيز الملعب بالكامل لصالح الكيزان وانصارهم وسوف ياتون بأصحاب الصفوف المتاخرة منهم الذين يحملون تلك الطباع الإجرامية وينفذون سياسة شيخهم (اذهب الى السجن حبيسا واذهب الى القصر رئيسا) وقبل ذلك كله يقومون بخداع الجميع بان الأحوال الآن صالحة ومجهزة لعملية الانتخابات مع العلم بانها هي اخر مراحل النظام الديمقراطي المعروفه وهي ليست الوسيلة الوحيدة للعملية الديمقراطية فالنظام الديمقراطي ايضا يقوم على أن تكون المؤسسات الحكومية مستقلة والقضاء مستقل والنيابة مستقلة وجيش وطني وليس معه مليشيات تابعة لحزب الفساد المؤتمر اللا وطني وخدمه مدنية مستقلة محايدة ولابد أيضا ان يشمل ذلك التحضير نهاية الصراعات القبلية المشتعلة الآن بسبب التنافس على الحكم وان ينتقل التنافس لمرحلة التنافس السياسي عبر البرامج الانتخابية القائمة على طريقة عمل الاحزاب السياسية الاخرى.
البلاد الان تعيش في مرحلة انتقال سياسي ديمقراطي ذلك حتى تتم تهيئه الساحة السياسية لاعادة تشكيل الدولة التي يكون اساسها المواطنة وليست التبعية السياسية لاي جهة ولابد أيضا من عودة الجيش للثكنات و ابعاده عن العملية السياسية بصورة نهائية ومحاسبة الفاسدين منهم لان منهم من قام بسرقة اموال الشعب السوداني التي سوف يقومون بكل تأكيد بتوظيفها لشراء الاصوات والذمم كما يفعل الجنجويدي الان مع رجال الإدارات الأهلية ومما لا شك فيه انه لا يمكن أن نثق في من لا ذمة لهم ومن عرفت عنهم الخيانة مع كل من تعامل معهم واقرب مثال لذلك شريكتهم قوى الحرية والتغيير ، ونعلم ان الكيزان لا يؤمنون البتة بالديمقراطية بمفهومها العام وهو إدارة الصراعات السياسية في الدولة الحديثة عبر صناديق الاقتراع او الانتخابات ولكنهم الآن ينادون بها وبتطبيقها لخداع العالم لانهم يعلمون بأن المجتمع الدولي لا يؤمن الا بالنظام الديمقراطي فقط لذلك سوف ينحنون لهذا المطلب لتمرير مخططاتهم الماكرة القادمة و ما كل ذلك إلا ذراً الرماد في العيون .
هل يمكن أن تتم الانتخابات والسفاح هو الممسك بالرقم الوطني وسجل الانتخابات ومفوضية الانتخابات التي سوف تتاثر نزاهتها لا محالة في وجوده ووجود كيزانه وهو أيضا سوف يجري عملية التعداد السكاني فهل نثق فيه مرة أخرى بعد اكاذيبه الكثيره السابقة؟
وماذا عن الأوضاع السياسية المضطربة الان والإنفلاتات الأمنيه وكيف يمكن أن تتم عملية انتخابات قبل عودة النازحين ووقف الحروبات القبلية في الشرق والغرب والنيل الأزرق ؟ كيف يمكن أن تقوم في أماكن الصراعات والحروب هذه انتخابات الان؟ ماذا عن الآلاف من الأجانب الذين دخلوا البلاد في ظل العهد المشؤوم وتم منحهم ارقاماً وطنية وجوازات وما زالوا موجودين في السودان دون أن تتم مراجعة السجلات الوطنيه؟ فكل ما سبق ذكره هو تحضير فقط للانتخابات وليس قيامها وبعد ذلك يأتي الآن و يعلن أنه بصدد قيام انتخابات بعد سته أشهر ومن الذي سوف يفوز فيها غير الكيزان وفلولهم اذن ؟
ليس بالطبع لان شعبيتهم هي الأكبر بل العكس تماما الكل كاره لهم ولا أوضح من ذلك استفتاء ٣٠يونيو الماضي الذي خرج فيه كل الشعب وبكل لغاته ولهجاته وكباره وصغاره مريضهم ونصيحهم فالشارع قد أسقط الكيزان بالجمله في ذلك اليوم ، بل لانهم يملكون كل مفاصل الدولة واموالها ويرتبون المسرح لعودتهم للحكم عبر لعبة البرهان تلك عبر حكومة يدعون بانها اتت عبر الانتخابات الشرعية وتكون حكومة ارجوزات يحركها السفاح كيفما يشاء كما فعل في مجلس السيادة (البوكو) المحلول ولخداع العالم بها بانها حكومة مدنية وهي بدورها تهيىء لهم المسرح حسب ما يريدون .
إن من أهم سمات الدولة المدنية المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين الجميع ، ومن أهم مبادئها أن تنال فيها الحقوق وفق مبدأ المواطنه فقط وليس لاي مسميات أخري ويتم تداول السلطة فيها عن طريق الانتخابات والجيش ليس له وجود في ساحات السياسة ، هي دولة تفصل بين العقيدة والعمل السياسي شاء من شاء وابى من ابى ، كما أن الدولة المدنية لابد أن تكون محايدة وغير مقيدة باي معتقدات لانها تقوم على القوانين الوضعية عبر المجلس التشريعي الذي يسن قوانينها التي يضعها البشر وفقاً لحاجة المجتمع المتنوع ولا يفرض فيها النظام السياسي بالقوة كما يحدث الان.
الانتخابات استحقاق في ظل ظروف طبيعيه وقبل ذلك كله لابد أن تسترد الدولة المختطفه الآن ، هل هناك دولة اولآ في السودان الان بهذا المعنى ؟ وقبل إكمال كل مطلوبات الانتخابات تلك؟ الفترة الانتقالية الان لابد ان يعاد فيها تشكيل الساحه السياسية حتى يباشر الكل حقة فيها بصورة عادلة وليس البعض منهم ، ثم ماذا عن الحركات المسلحة ؟ هل هذه الحركات سوف تدخل في عملية الانتخابات باسلحتها؟ أم سوف يخوضونها وهم يحملون اسلحتهم التي يروعون بها المواطنين باعتراف قائدهم الجنجويدي وهل نأمن عندها عدم فوزهم وان تمر (العملية الإنتخابية) دون دماء؟ ام سوف يتم تجريد الـ٨ جيوش من اسلحتها ويتم دمجها في الجيش السوداني وتتحول لاحزاب سياسيه تمارس العمل السياسي المدني كبقية الاحزاب ؟
لابد أن يتم نقل تجارب الدول الأخرى في انتقال الحركات المسلحة والجيوش التي كانت جزء في السلطة إلى الحياة السياسية المدنية وتطرح نفسها للشارع السياسي والا سوف يكون هذا لعب على الدقون ولن تنجح (المسألة) الا عبر تلك المهزلة الديكورية لشرعنة سلطتهم الحالية ورغم ذلك سوف تسقط كما سقط البشير ..
كسرة :
القصة ما مزاج يا سعادة الفريق !
كسرات ثابتة:
• مضى على لجنة أديب 1011 يوماً …. في إنتظار نتائج التحقيق !
• ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان) الجريدة
حرية، سلام، وعدالة