نعم الناس فى فارسكى بنمط حياة مستقر الى حد بعيد فى ظل العراقة والاصالة والتمسك بالعادات والتقاليد التى تنظم الحياة بشكل كبير هناك ،وفى زماننا كان التواصل بينك والاقران والجيران لا يتوقف الا فى ساعات النوم فى الليل. ترى الناس يتسامرون على المساطب وقت الاصيل ثم يخلدون الى النوم اما فى الحوش او خارج البيوت يحتضنون السماء الصافية يعبئون عيونهم بوميض النجوم البعيدة ..يرون كل شىء واضحا وجميلا امامهم .. حتى اذا ما صحوا مع شعاع الفجر وجدوا كل شىء نظيف وجميل ايضا، ثم تتعالى صيحات تحية الصباح . ويعودون لممارسة المشى النشط كل باتجاه مصالحه . وهكذا لا تشعر بالوحدة فى فارسكى ،فانت محاط بالاقمار والنجوم ليلا ونهارا .ثم ان شغفنا بتلك البيئة الهادئة والامنة والصحية جعلنا نستمتع بهدايا الطبيعة الفاتنة ،ماعزز الشعور بالانتماء ،
وجعلنا ونحن بعد ايفاع اكثر استعدادا لتقبل
القيم والمعايير والقواعد المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية فى الناحية والتى يقوم الاباء بنقلها للاطفال ، وتلك الترابطية الاجتماعية هى التى تميز فارسكى وقرانا كلها،وقديما قيل ان الله خلق القرية والانسان صنع المدينة. لقد نشانا فى بقعة
صممها الاجداد وحقنوا جسدها بلقاح ضد التشتت والتجزئة وعزلة الافراد.لذلك اعتاد الناس ان تأتى استجابتهم للشدائد وتغلبهم عليها فى سباق يتعدى المستويات الفردية والعائلية.
وكان شائعا فى ذلك الزمان ان يقول الناس صراحة ان غايتهم هو توفير الحب والارشاد والرعاية والدعم لكل الافراد ، علاوة على اظهار العواطف واتخاذ القرارات وحل النزاعات والتفاعل مع بعضهم البعض والاهتمام ببعضهم البعض.وقد نجد علاقة قوية بين تلك الروابط الاجتماعية القوية والصحة العقلية الايجابية فى صفوف السكان وفى القلب منهم الاطفال ،
عندما نعود بالذاكرة لتلك الايام الخالدة
سنلاحظ ان نشاطنا كان مقسما لسياقات
تاريخية يمكننى تسميتها بالمواسم، فقد بدأنا بموسم الرعى تحت اشعة الشمس الحارقة نحمل ماء وبضعة تمرات مستغرقين فى لهو لا ينتهى الا بتوغلنا فى احراش جبل كدا ، ثم مالبث ان دخل علينا موسم العربات المصنوعة من صفائح الجازولين ، وقد تزامن ذلك مع افتتاح طريقين بين دلقو و بين محطتى نمرة 6 وابو حمد ، واصبح دورنا قيادة عرباتنا نحو الجبال اسوة بعربات الخطين الجديدين ، ولم تكن المنافسة قاصرة على التسابق وحده بل قبل ذلك على تريين العربة وكان بخارى يسن يمتلك عربة أنيقة لكننى كنت متفوقا عليه فى اكسسوار عربتى نتيجة لوجود روابط بينى وبين حلة قوز التى يوجد فيها رشيد صابر وطه صالح فرح الذى كان يتميز بصناعة عربات كبيرة الحجم بعجلات خشبية خلافا لعجلات السفنجة المنتشرة على نطاق واسع ، ومما لا ينسى فى هذا المجال ان محمد هادى جاء الينا بكمية من ريش النعام من كرمة النزل ، وجدها ملقاة بجوار النيل وظن ان صاحبها تخلص منها بجوار النيل لسبب ما فاخذها معه ، واذكر منظره وهو نازل من اللورى ذات أحد يلوح بريش النعام …عندما رأى محمد هادى تزايد الطلب على ريش النعام قال إنه سيعطى حبتين لمن يحنسه أكثر ، وألحف الأطفال السؤال بمختلف الحيل بلا جدوى ، فنصحنا عبد السميع بأن نقول له أنه حاز على ريش النعام عن طريق السرقة ، وهكذا صار محمد هادى فى موقف المدافع عن نفسه وظل يردد : أنا لوسرقت أسرق جمل !! وفى خاتم المطاف اغدق على عرباتنا ما زادها أناقة وبهرجا .
وفى ذات السياق وضع التحاقنا بخلوة عباس جايرة حدا للانشغال بالعربات . ثم دخلنا مرحلة أبجد هوز واللوح والدواية والاختلاط بأطفال أقترى كلهم فى ذلك الموقع الفريد ، وفى ذلك الوقت كانت خالتى ست النساء احمد بمثابة امى الثانية كنت شديد التعلق بها وكنت اخرج الى بيتهم المجاور للخلوة بسبب وبلا سبب ،كنت اجدها منهمكة فى عملية خض اللبن لاخراج الزبدة وكنت أعود للخلوة واثار السمن على فمى كنوع من التمرد على شيخنا عباس الذى كنت أراه منحازا لأهله ناس اسماعيل مرسى وأحمد علاء الدين . والاخير كان يشتبك معى كثيرا. وكان احمد علاء شخصا مشاكسا داخل الخلوة لدرجة ان الشيخ عباس جايرة كان لا يناديه باسمه بل كان يقول له ( مكنة سروجى) دليلا على ثرثرته بينما كان يلقب عبد الرحيم ابوعلى ( عبودي ) بالمطموس .
واحقاقا للحق كان عبودى اكثر الحيران تشوقا للذهاب الى المدرسة وكان كل يوم يتلو علي نشرة باخبار يوم اللجنة وهو اليوم الذى يتم فيه قبول التلاميذ الجدد . فى اليوم الموعود وفى الطريق الى اللجنة كان مقبولى حامد ومعتصم عثمان خلاص يتوجسان خيفة من رفضهما وهو ما حدث بالفعل واكثر من ذلك فقد رفضوا قبول عاشور رغم انه يكبرني بعام ، وبالنسبة لى فقد جاء ولى امرى عمى خيرى متاخرا اثناء انعقاد اللجنة وربما وصلت انا مبكرا لاننا تحركنا من فارسكى قبل شروق الشمس والذى حدث اننى صادفت مساعد ملاحظ الصحة فؤاد عبد الرحيم وهو من ابناء عمارة يمت بقرابة لجدتى حليمة ويزورها كثيرا ،وقلت له ان خيرى تأخر وأن عليه أن يرافقني للجنة وبالفعل ذهب معى مشكورا لكن فى المدرسة أبلغه الاستاذ بكرى سرى أنه ولى امرى وعليه أن يعود لعمله . فى نهاية يوم اللجنة وبمجرد تحركنا عائدين هتف مقبول حامد أنه حجز الكوز فى سبيل محمد راشد مايعنى أنك إذا وصلت قبله لا يحق لك الشرب وقال نفس الشىء بخصوص سبيل أحمد جارة ماحدا بعبودى للقول بأن رفض اللجنة قبول مقبول كان القرار الصحيح لآنه كان سيخلق مشاكل يوميا ، وكان محمد عثمان خلاص يهلل ويغنى فى طريق العودة بعدما تم قبوله بينما كان شقيقه معتصم يبدو غاضبا وناقما على الناظر استاذنا فضل بشير ولجنته من العطالى كما كان يقول .وظل معتصم يردد بان خاله الاستاذ على شريف الذى كان مدرسا فى جزيرة سمت سيأتى ويؤدب جماعة اللجنة ويوريهم زى وشهم انتقاما له .
وجدت نفسى فى ذات صباح فى جزيرة نارنارتى بموعد مسبق مع صديقى عبد الشافع حسن بلمان لشراء حمار ، حيث اختاروا لى حمارا قصيرا وضعيف البنية وقال لى عبد الشافع : قل بسم الله وشد وأركب لانه مناسب لانك ضعيف البنية .
وخرجت انا والحمار الجديد عن طريق مركب الريس عجبان للشرق ، وبينما أسير
اسفل جبل كدا المحازى للنيل جاءني صوت من نارنارتى يطلب منى إعادة الحمار لأن صاحبه قد غير رأيه ، لكن عبد الشافع أرسل لى فى اليوم التالى بأن المشكلة بين صاحب الحمار ونجله قد تمت تسويتها.
لم تتوقف ألعابنا فى العصريات والليالي المقمرة وكان لكل لعبة مكانها المميز داخل فارسكى فمثلا ال ( كوكة) كانت تجرى بجوار بيت الاسطى فؤاد او امام الفسحة التى تتصدر بيت سليمان محمد طه واما ال ( كعود ) فقد كان يتم امام بيت شريف صالح سروج.ولان عاصم محمد احمد كان متميزا فى الجمباز على نطاق دلقو الكبرى فقد كان يحصد اعلى نسب المشاهدة فى فترة الاستراحة واحيانا بناء رغبة الجمهور . ثم دلفنا الى موسم محمد احمد سيدى المحفور فى الذاكرة.
وكان خالنا محمد احمد قد عاد من الحج بشيئين غريبين بهرنا بهما وسرعان ما استوليا على اهتمامنا.كان ينادينا كمجموعة
إلى بيته فنهرول نحوه وكاننا منومون مغناطيسيا لانه فيما مضى وعندما ينادى علينا كان عاشور يطلب منا عمل هلولة بصوت عال للتمويه ولكى يظن محمد احمد اننا لا نسمعه، ولكن هذه المرة تغير الامر وصرنا نذهب اليه طوعا .
كان يعطى كل واحد منا شيئا عجيبا عبارة عن كتلة بها خيوط سوداء ، ثم يقوم باشعال النار فى مقدمتها فتنطلق تتلوى كالثعبان ونحن نجرى خلفها الى أن تنفجر وتتحول لرماد . أمًا الشىء الآخر فكان شيئا فى حجم الكاميرا يحوى صورا للأماكن المقدسة فى السعودية ، تضع عينا على شاشتها ثم تحرك مفتاحا جانبيا وتتابع الصور ، وفى الحالتين كان خالنا يستخدمهما فخا لانك لا تتفرج بالمجان حيث يطلب منك فى المقابل أن تنجز له عملا.
وفى مرحلة متقاربة تفشى الجدرى والكدكود
واخذونا عدة مرات لاخذ اللقاحات امام دكان حامد فقير ، و قد صرفوا لنا مرة مرهما وصابونا طبيا ذو رائحة نفاذة عندما انتشر الرمد علاوة على الجبن والساردين ، وربما كان كل ذلك هدية من اليونسيف لكن محمد يس كان يصر انها هدية من اليونسكو ارسلت مجاملة للدكتور محى الدين صابر . والذى حدث ان الاطفال عذبوا ذلك الصابون عذاب الله اكبر فى الاستحمام فى النيل بدلا عن غسيل العينين .
ثم جاء موسم سعيد توتال عندما عمل سائقا للورى عمنا المرحوم سليمان محمد طه فاصبحت فارسكى مركز السايرين الاول
، كان الاحساس بطعم الفرح يتزايد فى الفترة التى يكون فيها موجودا فى فارسكى ، وكنا تباهى به عموم دلقو وكان توتال باناقته وادبه الجم وبراعته فى لف الشال حول رأسه ومهارته كسائق ،يتميز ايضا بالصبر وسعة الصدر ، ولادراكه منذ ايامه الاولى تعلق الاطفال به كان يسمح لهم بركوب اللورى فى المشاوير الداخلية ثم يبهجهم بتكرار الضغط على البنزين على مراحل يصدر فيها
اللورى صوتا عجيبا نتيجة لتركيب ما يعرف بالكوز، وكنا عندما يلوح لورى توتال فوق جبل كدا نجرى فى الاتجاه المعاكس ونصعد الى ظهر اللورى فى مشيرفة وعلى طول الطريق نلوح للماشي والغادى ثم يحيى عاشور غريمه سيد ضكر بصوت عال فيترك الاخير ما فى يده وينقل تركيزه للورى ظنا بانه مسافر عائد تمشى وتسأل عن عنوانى !!
وفى ذات الفترة ظهر موسم السباحة الى جزيرة بجبوج – التى كانت مغطاة بأشجار الطرفة – لجلب القمارى ، كنا نحمل معنا سعف النخيل للحاجة اليها عند ربط القمارى فوق الرأس حيث تضع جلبابك والفانيلة الداخلية فوق الرأس فى شكل بقجة تحفظ بداخلها فروخ القمارى ثم تربطها باحكام عن طريق السعف دائريا حول رقبتك ، وقال لنا عليان اعملوا مثل اولاد عليركى الذين يخمشون ( العش ) كله ولا يلتقطون القمارى فرادى مثلنا ، لكن عاشور غالطه قائلا : ماذا ستفعل اذا خرجت الى الشرق ووجدت العش خاليا ؟!
واستطرادا انتشرت فى الموسم نفسه ظاهرة الفزع حيث تولم لاصدقائك الذين ساعدوك فى نقل اخشاب الطرفة من بجبوج، كنت على مدى ايام تقطع الخشب وتكومه فى مكان ثم تدعو الناس ليوم الفزع ، كانت عملية تقطيع الخشب تتم فى جو من المرح .وفى ذلك الوقت كان الحكيم صالح سروج يملك فلوكة بستغلها يوميا فى جلب علف البهائم وكان احيانا يجدنا منهمكين فى تقطيع الطرفة فيضفى علينا البهجة باشعاره الحلمنتيشية التى يرتجلها حسب الموقف امامه كأن تمر امامه أنيسة عبد الهادى فيقول لها : يا أنيسة يعرسك عيسى .. يشرب المريسة ويقلبك كديسة !!
والشاهد أنه مسكنى من يدى وعليان وعاشور من خلفنا داخل غابة الطرفة ثم ولى وجهه ناحية الشرق ونظر بتركيز للمنطقة المحصورة بين بيت فقير عمر ودفى آل عالم ثم سار لخطوات ناحية الغرب
ورسم دايرة على الارض وقال لى : هنا رأى والدك النور .هنا كان بيت جدتك نورة ابراهيم ، واشار الى موقع قائلا : وكانت هنا شجرة ليمون شديدة الخضرة تقف مباشرة أمام مدخل بيتها. ثم عاد الى عمله وهو يردد : الدنيا فونية ، فيما تملكتنا الدهشة التى تربك لحد الجنون !!
خلال السنوات الاولى فى الابتدائي انتابت الناحية حمى الطمبور بعدما نشره محمد عبد الله خيرى شبانة ،وبات الجميع يتحلقون حول الطنابرة ينشدون مزاميرهم
ويؤلفون اغان ركيكة تجسد الارتباك فى تلك السن- وفى جو يسيطر عليه جانب كبير من التحفظ والاهتمام بالجانب الاخلاقى والمظهر العام لم نكن نهتم بقصص الحب المنتشرة فى أقترى حينذاك حيث كانت تتوالى حكايات العثور على رسائل عاطفية مخبأة داخل كرنوف النخيل – ولا اذكر من اغانيهم سوى واحدة كان يؤديها بخارى يسن وهى تمجد مشروب ( حسوة ) وتذكر ان من يشربها هم ابوزيد وعيسى دياب وحمد وولده ادريس ، ولا ادرى لماذا خصوا العربان بالاسم ،ومثله مثل اى ظاهرة اخرى يطغى عليها نشاط جديد انحسر موسم الطمبور لتحل بدلا عنه ظاهرة القامشة وورق الشام وقبل ان تحل مرحلة التدخين كنا ندخن سيقان الحرجل
على استحياء ، وعلى العموم لم تستفحل ظاهرة القامشة ولا شرب الخمر لاننا جميعا مررنا بتجربة جعلتنا لا نقبل على الكحوليات .فقد اقام على لبيك مأدبة عشاء لاصدقائه عبد الله الزبير ملاحظ الصحة وعمنا ادريس شمية، وفى الصباح
اقترح علينا عاشور ان نشطف زير الدكاى ونذهب به بعيدا نحو جبال فارسكى
وهناك التهمنا ال ( موشوق) وحدث ماحدث من اسهالات.
والحاقا لمسألة الالعاب فقد انتظمنا فى ( الكونكان ) فى المرحلة الثانوية ، وكان يحدث الا تجد عددا كافيا من اللاعبين حيث اضطررت ومعى عليان لعمل معسكر تدريب فى بيت ايوب لكل من سعد الدين صالح وسيد عثمان على الكونكان الذى كان جديدا عليهما . وبعد اجادتهما اللعب كانا يصنعان فواصل من الضحك الذى لا ينتهى لان سعد الدين كان يقول خمسين حتى فى الحالات التى لا يوجد فيها لا خمسين ولا دياولو ، بينما كان سيد يتهم سعد الدين بسرقة ( الجوكى ) – كما كان ينطق اسم الجوكر – على الدوام حتى ولو كان زميله فى اللعب .وعطفا على موضوع الكحول جئت الى فارسكى فى اجازة وذهبت الى مشيرفة لعزاء وقيل لى ان صاحبك نورى جبرة يسقى الزرع فى اراضى آل الجندى ،
ولان جبرة مصدرى الاول لمعلومات قاع القرية وسطحها ، سارعت للقائه ووجدته يتوسد التقنت غارقا فى نوم عميق بينما المياه تنساب نحو احواض مفتوحة فى بعضها.
ناديت عليه وانا على مقربة منه وبدلا عن الرد على رأيته يشخبط على وجهه بخشبة صغيرة ثم ما لبث أن توافد آخرون خوفا عليه لأنهم رأوه يرقد تحت الشمس لفترة
طويلة، ثم نطق أحدهم باسم الخشخاش
وكان الاسم جديدا على وقيل لى انه نبات السيكران درج الصبية مؤخرا على وضعه فى الازيار فيشرب منها الناس ويصابون بالخدر ، وبعد تحقيق عرفوا ان نميرى محمد احمد هو الجانى الذى ألقى بالخشخاش فى زير مزرعة والده الذى شرب منه جبرة، وفى اليوم نفسه سمعت عن متاعب الناس مع هذا النبات العجيب
وقيل ان الاطفال غمروا الازيار فى ذات عرس
بالخشخاش وكانت النتيجة غزو النساء الطاعنات فى السن
لحلبة الرقص فى ذلك العرس ، وقالوا أن سيدة فى احدى القرى المجاورة ماتت بعد ما اكلت السيكران على اساس انه ملوخية. وان اطفالا فى احدى قرى الضفة الغربية اكلوه اثناء الرعى ما ادى لوفاة احدهم .
وقد انتشر الخشخاش على نطاق واسع عقب فيضان النيل المدمر فى العام 1988 ، وبعدما اكتشف الصبية خطورته وجد الناس انهم جميعا باتوا على حين غرة فى مرمى نيران الخشخاش ، وكان السؤال الذى يحير الناس انذاك كيف لم يهابه صبية فارسكى
رغم انهم شديدى الحذر من الاشياء الجديدة والغريبة . وفى البال هرولة هؤلاء الصبية مذعورين نحو النيل عندما تسلل قرد من لورى عوض محمد عيسى ، وقد قيل فى ذلك الوقت ان بعضهم تسلق أشجار النخيل !!
السكينة والسلام لروح كل من رحل من الاقمار الذين وردت سيرتهم
( يتبع )