أسوق لكم مجموعة من الحوادث المؤكدة والموثقة مرعليها الكثيرون مرور الكرام، خاصة شباب لجان المقاومة الذين ظلوا يناضلون ويسيرون مواكبهم المليونية نحو القصر ويقدمون أغلى التضحيات في سبيل الثورة والوطن، بدون الانتباه لها ومقاومتها !
تؤكد كل هذه الوقائع ان السودان تحكمه الآن وتتحكم فيه الآن دول مجاورة أضعف منه، وعصابات مسلحة استغلت ضعفنا وتشرذمنا وسكوتنا عن جرائمها !
لنأخذ أولا، التحقيق الصحافي الذي اعدته الصحافية العالمية النابهة “نعمة الباقر لمحطة CNN ، صحيح ان معظم الناس داخل وخارج السودان يعرفون ان حوالي 90% من إنتاج الذهب السوداني يُهرَّب عبر مطار الخرطوم الي كل من الإمارات وروسيا وغيرهما، ولكن الصحيح ايضا ان (نعمة الباقر) أكدت بما لايدع مجالا للشك لمشاهدي لقناة الاشهر في العالم أين يذهب الذهب السوداني ومن هم الضالعون في تهريبه، فهل خرجت مليونية واحدة للجان المقاومة استفزها هذا التحقيق، وإتجهت الي وزارة التعدين ؟ !
الواقعة الثانية، عودة رئيس جهاز الامن السابق (صلاح قوش) ومهندس جرائم القتل والقمع والتعذيب في بيوت الاشباح وغيرها تحت حماية وحراسة امنية لحضور عقد قران إبنه في مسقط راسه وراس الشاعر الراحل حميد عليه الرحمة ” نوري “، بينما كانت النيابة تذر الرماد في عيوننا بالترويج لصدور “مذكرة حمراء” لملاحقة واعتقاله، هل إستفز هذا الحادث الخطير السودانيين ،لاسيما ثوار ثورة ديسمبر العظيمة للخروج في مليونية تعبر عن سخطهم وإستنكارهم لعودة أحد عتاة المجرمين ؟!
الحدث الثالث : الطائرة التي جاءت تتهادى من دولة الكيان الصهيوني تحمل في جوفها شحنة من المخدرات تخص إحدى الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا العبثي، والتى أرسلت خطابا رسميا الى السلطات تطالب بفك الشحنة وتسليمها المخدرات لمقابلة إعتمادات مرتبات جنودها الذين يشتركون مع قوات الإنقلاب في قتل شبابنا من الثوار حتي بلغ عددهم 116شهيدا، هل خرجت مليونية تستنكر هذه الإستباحة وهذا الهوان والمتاجرة في ارواح وعقول وصحة ومستقبل الشباب السودانيين؟! *هل خرجت أي مليونية من قبل تستنكر تقنية “تطبيق الذئب الازرق”، الذي اهدته إسرائيل للسلطة الانقلابية ضمن التبادل الامني بين الطرفين، واستخدامها بواسطة القناصين في إنتقاء وقتل الشباب ورموز قيادات لجان المقاومة، ولم يعد إطلاق الرصاص الحي عشوائيا كما كان في السابق؟ !
وواقعة شديدة الغرابة شديدة العمالة ! هاهو الرئيس افورقي الذي يحكم إرتريا بالحديد والنار منذ عقود ويمارس القتل والقمع للشعب الارتيري ويشرده في المنافي، يجرِّب حظه في إستباحة السيادة السودانية، ويحاول هو الآخر إختطاف قرارنا الوطني بدعوة شرذمة من ابناء الشرق ليتداول معهم قضية شرق السودان، كأن هذا الشرق هو شرق أرتريا وليس شرق السودان ! هل خرجت مليونية تتجه صوب السفارة الأرترية في الحرطوم تستنكر هذا التدخل السافر في الشان السوداني بدلا من القصر؟!
هل خرجت مليونية ضد المتمردين السابقين والانقلابيين (جبريل وابو نمو) بعد نشر الصحف لواقعة فساد خطيرة بتوقيعهم لعقودات مخالفة للقوانين والاجراءات الرسمية مع شركات اجنبية للتنقيب عن الذهب في شمال السودان وتصديره او بالاحرى تهريبه الى خارج البلاد، وتعيين أقربائهم في كل الوظائف القيادية بوزارتي المالية والتعدين بما يجعلهم يسيطرون بشكل فعلي على ثروات وخيرات واموال البلاد سيطرة مطلقة والتصرف فيها كما يحلو لهم واستخدام قانون “الهمبتة ” و” البلطجة ” في ادارة شؤون الدولة واحتكار المال لصالح الحركات المسلحة، بينما الشعب يموت من الجوع؟!
إننا جميعا شركاء في ما يحدث للسودان من إستباحة وهوان وإنحطاط ومذلة من جيرانه، وغير جيرانه الطامعين في ثرواته وخيراته المهولة لاعتقادهم اننا لا تستحقها!
كان ذلك بعض ما كتبه الأستاذ (جعفر عبدالمطلب)، وهو محق في كل ما قال، وليت الهوان يتوقف على فقدان الخيرات والثروات والمال، وإنما سنجد أنفسنا في وقت قريب عبيدا خانعين، انوفنا ممرغة في التراب وكرامتنا ضائعة ونساؤنا جواري، ما دمنا صامتين على تلك التصرفات والافعال وراضين بهواننا!