احمد نبيه كان من ظرفاء مجتمعنا الحلفاوي في عطبره تعوَّد أن ياتي كل خميس عند منزل الخال محمد عبدالصادق(بيسي )، فهو عم زوجته (فاتنا) ينتظر معهم يتناول الغداء يرتاح قليلاً، ثم يقوم ليتابع زياراته العائلية للأهل والأقارب، وكان حريصاً على صلة الأرحام. له صوت جهوري تسمعه من تاني شارع، وأما الخال بيسي فكان يمشي بيننا بأخلاق الأنبياء، طيبةً ومودةً، ورحمة رحم الله.
ذات مرة من المرامير وبعد تناول طعام الغداء، وكان معهم أحمد سوسو كان توظّف بشركة الكهربا، ومقيماً مع الخال بيسي، وتعسيلة ما بعد الغدا لا تضاهيها أي تعسيلة، إلا أنه ما كان لاحمد سوسو منها نصيب فى ذلك اليوم، اذا دخل هميدي بيسي دافعاً الباب بقوة، وهو يصيح: الحقوا الغنم يا عمي، ناس البلدية ساقوا غنم الحلة.
تعوّدت بلدية عطبرة في تلك الأيام أن تسوق الأغنام السايبة فى الشوارع بحجج واهية؛ بسبب أحياناً وبدون سبب أحياناً أخرى.
وعليه، كان على أي شخص سحبت أغنامه أن يستعجل إخراجها نفس اليوم، حتى لا تتضاعف الغرامة لليوم التالي.
هنا صاح أحمد نبيه فى أحمد سوسو : يللا قوم يا سوسو روح جيب الغنم من البلدية.
رد أحمد سوسو متكاسلاً: بآخى بلديات شنو أنا ما بعرف غنمكم.
فقاطعه أحمد نبيه: امش اقيف فى باب الزريبة.. الغنم حيعرفوك!!