التقيت طبيبة الاورام بعدما تم تصوير موقع اصابتي بمرض السرطان في الحنجرة ، للمرة الأولى ، بعد خضوعي لجراحة في يناير ٢٠٢٢ ثم العلاج الكيمائي والاشعاعي .
الحمد لله جاءت النتيجة مبشرة .
جاء في التقرير أنه حدثت استجابة للعلاج، ولا مرض ظهر في التصوير .
الحمد والشكر لله رب العالمين ، عليه توكلت، وعليه اتوكل دوما .وأسأل رب العالمين استمرار الشفاء التام، وأن يشفى كل مرضى السرطان من السودانيين، وفي كل مكان ،وأن ينعم بالصحة والعافية على أي مصاب بأي مرض، إنه قدير، ورحمن ورحيم.
حرصت على ابلاغكم، وأنتم أهل وزملاء وأصدقاء وأحباب وحبيبات في دول عدة بنتيجة التقرير الطبي، احتراما لحقكم في تدفق المعلومة، وتقديرا لمشاعركم الطيبة التي غمرتني بأروع المعاني والدعوات .
كنت نشرت مقالا عن الجراحة قبل خضوعي للعملية الجراحية ،ثم نشرت مقالا ثانيا قبل أيام بعنوان (
رسالة الى صديقي عبد الرحمن العطية) وتضمن تفاعلات بشأن ما سميته (جراحة في حنجرة الصوت القديم).
(صوتي القديم ) موجود في وسائل تواصل اجتماعي وتسجيلات فضائيات واذاعات دولية عدة وصحف تحمل حروفا هي صوت للكلمة أيضا ، وسأسعى اذا كان في العمر بقية إلى جمع أحاديثي في قنوات واذاعات دولية، وكتابات في صحف ، في صنعاء والدوحة ولندن ، على مدى اربعين عاما في اطار التوثيق .
أحمد الله مجددا ودائما على نعمة الصوت(القديم) الذي ساهم في نصرة ودعم ثورة شعبنا السلمية الباهرة في العام ٢٠١٩.
أعتز بالصوت القديم لأنه كان منحازا بوضوح لحقوق الشعب السوداني في الحرية والعدالة والعيش الكريم ،ولم يخن شرف المهنة،أو يتردد في مواجهة الطاغين الظالمين بالأمس، وبعون الله، سيتواصل دوري بالكلمة المكتوبة وربما المسموعة، ما دمت حيا، دعما لشعبنا، وللحق والعدل والمساواة والحرية.
أشير إلى أن (صوتي القديم) استمر عطاؤه خلال سنوات مضت ، وخصوصا في العام ٢٠١٩ رغم الضعف الذي أصابه، اذ بدا واضحا أنه منهك بعد نجاح ثورة الشعب السلمية الرائعة ، وقد واصل التعبير و البوح عن الموقف والدواخل بالرأي والتحليل، رغم الانهاك الشديد ، وكانت تلك فترة بدايات ظهور المرض .
هناك تسجيلات إعلامية كثيرةتؤكد ذاك، إذ لم يغب الصوت (القديم) الحبيب عن الساحات الاعلامية المرئية والمسموعة الا بعدما تعذرت المساهمة ، لكنني كتب مقالات عدة في تلك الفترة.
الصوت القديم انتهى بالجراحة، لأنها في الحنجرة ، لكنني لا أخفي القول إنني أحبه حبا شديدا، إذ سجل حضورا في أوقات صعبة منذ سنوات ، قبل العام ٢٠١٩،وسيكون الحكم له أو عليه من حق الناس والتاريخ.
الآن تواصلي مع الأهل وأصدقاء وزملاء يتم عبر صوت (اصطناعي) وهذا من نعم الله الكثيرة ، أحمد الله حمدا كثيرا.
الصوت (الجديد) يعكس التطورات الطبية المتسارعة في لندن ودول كبرى، تضع إنسانها في حدقات العيون.
في هذا السياق أحيي بريطانيا التي وفرت وتوفر لي أرقى أنواع الرعاية والخدمات الصحية ، ومناخ العيش الكريم.
الخدمات الصحية الراقية والمتاحة للبشر في أي بلد تعكس مدى اهتمام هذه الحكومة أو تلك بحق مهم وحيوي من حقوق الانسان.
العنوان الأبرز والأهم لكل معاركي الاعلامية السلمية، بالأمس واليوم ، والذي شكلٍ ويشكل مواقفي ورؤاي حتى آخر نفس بعون الله ،يكمن في الدفاع عن حقوق الإنسان وضرورات احترامها في السودان والمنطقة والعالم.
القناعات الحقوقية كانت وستبقى راسخة في قلبي وعقلي ووجداني ، ما يعني أن للناس كافة بتعدد وتباين رؤاهم الحق في الحياة الكريمة، المستقرة، الآمنة.
هنا يكمن أيضا التحدي الأكبر والاختبار الأول لكل الناس في السودان ودول عدة ، وخصوصا للحكومات، ومن يتصدرون ميادين العمل العام بالانقلاب المرفوض ، أو. حتى بالانتخاب،اذ أن احترام حقوق الناس احتراما عمليا لا كلاميا يشكل المعيار الأول للحكم على الناس والأشياء.
لا توجد منطقة وسطى في هذا الشأن ..
لندن- ١٣ أغسطس ٢٠٢٢
ربنا يديك الصحة والعافية يارب
انت ما شبه الدموع انت ما شبه العذاب
انت ما كلك عواطف انت ما كلك شباب
والف الف بعد الشر عليك ..
شكرا تحياتي حفظك الله ومتعك دوما بالصحة والعافية
ربنا يديك دوام الصحة والعافية
ربنا يديك الصحة والعافية وتعود كما كنت صوتا مناكفا مدافعا عن الحق . ونأمل أن ننعم بلقائك قريبا في عاصمة الضباب .