يبدو أنَّ بعثاتنا الدبلوماسيَّة ستظل في غيها القديم، القائم على الانتقائية في علاقتها مع مكوّنات الجالية السودانية في المهاجر، وتمثّل السفارة السودانية في الرياض نموذجًا صارخًا لهذه الممارسة.
وقد عانى الصحفيون من هذا الأمر، فعلى الرغم من جهدهم الكبير في خدمة وطنهم، وتوظيف جهودهم من أجل تعميق العلاقات مع المملكة العربية السعودية ببرامج وأنشطة متميّزة، إلا أنّ السفارة في العهد البائد ظلت تحاربهم، وتعمل على تقريب بعض من ينتمون إلى الإعلام زورًا، ومن دون مؤهلات، وتحارب أهل المهنة.
وظلّت جمعية الصحفيين السودانيين تغلب المصلحة الوطنية وتتقدم بالمبادرات الرامية إلى دعم جهود السفارة في عملها الدبلوماسي، وفي خدمتها لأبناء الجالية السودانية، ووجدت الخطوة مباركة من سعادة السفير عادل بشير من دون أي محاولة لترجمة هذه المبادرات من خلال التنسيق بين الجمعية والسفارة، بل بقي التجاهل هو ديدن السفارة في علاقتها مع الجمعية، حتى أصبحت توجه الدعوات في المناسبات لكيانات لا وجود لها في الواقع، وتعمل على تعظيمها عبر الإعلام، بينما القاصي والداني يدرك من هم أصحاب العطاء، ومن هم دون ذلك.
وتداعى القوم من كل صوب وحدب في هذه الأيام لمناقشة قضايا المغتربين بوجود ومشاركة الأمين العام لجهاز المغتربين مكين تيراب، من دون دعوة ممثل للجمعية، وهما أي السيد السفير والسيد أمين جهاز المغتربين يدركان دور الجمعية، وما لها من حضور في مجتمع الجالية، وخصوصًا السيد مكين الذي عاش في الرياض، ولمس برامج وأنشطة الجمعية، وأدرك حضورها القوي، وقد كان لها دور في عكس أنشطة الملتقى السوداني، الذي كان يرأسه، بل تقدمت له بمبادرة لتأسيس وحدة في الجهاز لتعنى بمبادرات المغتربين، وقد وجدت الإشادة، وعمل على تطبيقها، والأخذ بها.
إنَّ الإصرار على السير في نهج النظام البائد محاولة لتأكيد أنّ لا شيء قد تغيّر، وأن ثورة شعبنا ليست إلا مجرد سراب يداعب أمثالنا من العطشى لحياة كريمة تكون فيها لمؤسسات الدولة منهجية تتلمس المصلحة العامة، بعيدًا من أهواء القائمين عليها.
سنظلّ نقوم بما يمليه علينا ضميرنا من دون الوقوف على الأبواب، والتزاحم على الموائد، ولن نرضي إلا ضميرنا، ولن نخدم غير قضية وطننا بتجرد تام، وانحياز للبسطاء من شعبنا.
وليس لنا من رسالة لممارسي الانتقائية غير كلمتين “اتقوا الله” في بلدكم، وقوموا بمقتضيات مسؤولياتكم بأمانة، لأنكم محاسبون من رب العالمين.
قد يُفهم من كلامي حرصًا على الحضور، وهذا ليس صحيحًا، لكن أردنا أن نوضح الواقع لمن توهموا أن تغييرًا قد حدث في ممارسة السفارة، بل إنها استطاعت أن تأخذ السيد أمين المغتربين في خطها.