تتواصل عمليات تفادي مخاطر السيول والفيضانات التي ضربت محلية المناقل بولاية الجزيرة ، وسط تحذيرات طبية و بيئية من مخاطر صحية جراء وجود برك ومستنقعات ستخلفها السيول والفيضانات في تلك المنطقة.
قالت سلطات محلية إن المناطق المتضررة توسعت جراء تدفق السيول، وسط توقعات بحدوث سيول جديدة وفيضانات جراء تجاوز المياه في نهر النيل للمنسوب الحرج مع اقتراب ذروة الموسم المطير. وبلغ منسوب مياه النيل في عطبرة شمال 15.32 متر، متجاوزا مستوى الإنذار المحدد بنحو 14.16 متر، وعند الخرطوم بلغ 16.2 متر متجاوزاً المستوى الحرج البالغ 16 مترا.ونقلت «سودان تربيون» عن الناطق الرسمي باسم شرطة الدفاع المدني، عبد الجليل عبد الرحيم، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 89، فيما أصيب 36 شخصاً آخر حتى أول من أمس الثلاثاء، في وقت انهار فيه نحو 50 ألف منزل بصورة كلية وجزئية، وتهدم 61 مرفقًا حكوميًا و69 من المخازن والمتاجر. واتسع نطاق السيول والفيضانات بعد أن ضربت سيول جديدة قرى وأحياء مدينة دنقلا شمالاً. ووفقا لـ«سودان تربيون» فإن تحذيرات من كوارث صحية وبيئية نتيجة جرف المياه أحواض «السيانيد» في مناطق تعدين الذهب التقليدي في الولاية الشمالية.
وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجويّة في السودان من هطول أمطار غزيرة في 5 ولايات، وقالت وحدة الإنذار المبكر إن ولايات القضارف والنيل الأزرق وسنار وكردفان ودارفور ينتظر أن تتأثر بأمطار غزيرة مصحوبة بالرياح والزوابع الرعدية. وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتس، إن المنظمة الدولية أرسلت مساعدات إنسانية إلى 40 ألف شخص، فيما أكدت السفارة الأميركية بالخرطوم وقوفها مع شعب السودان في «الوقت العصيب»، وتعهدت بأن تعمل واشنطن مع المجتمع الدولي لتقديم مساعدات مباشرة من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «يوسيد»، تشمل مساعدات في حالات الكوارث ودعم توفير مياه الشرب ومواد النظافة والإيواء الطارئة، للمجتمعات الأكثر تضرراً.
ووصل السودان عبر الهلال الأحمر الإماراتي 600 سلة غذائية وعدد من الخيام ومواد الإيواء إلى المناطق المنكوبة في ولاية الجزيرة القريبة جدًا من الخرطوم، فيما وصلت إلى مطار الخرطوم أول أمس أولى الطائرات من الجسر الجوي الذي نظمته المملكة العربية السعودية، تشمل مواد غذائية وإيوائية.
وتعتبر ولاية الجزيرة بأنها أكثر الولايات تضرراً من موجة السيول التي ضربت 6 ولايات سودانية خريف هذا العم، وخاصة منطقة المناقل، حيث أصبحت آلاف الأسر في العراء بلا مأوى جراء انهيار المنازل تأثرا بالمياه الجارفة للسيول.
وبشار الى ان جهودا شعبية قد كللت بتأسيس 15 مخيماً ومركزا لاستضافة المتضررين من السيول بمدينة المناقل، تم إنشاؤها بجهد شعبي وتطوعي لتقديم المساعدات المختلفة، وخصوصا الصحية التي تشرف عليها كوادر طبية تطوعية طالبت بضرورة التدخل الحكومي لتوفير الخدمات اللازمة.
وتأثر عدد من الولايات السودانية بالأمطار والسيول، ما أسفر عن وفاة العشرات وانهيار آلاف المنازل، فيما يناشد سكان هذه الولايات السلطات الحكومية بضرورة التدخل العاجل لتوفير المساعدات الغذائية والصحية.
وإنهار مايقارب 50 ألف منزلا في السودان حتى الآن، إما بشكل كامل أو جزئي، بحسب إحصاءات رسمية، ووصل لمحلية المناقل العديد من قوافل الإغاثة، إلا أنه بحسب التقديرات الاوضاع تشير إلى أن الاحتياجات تفوق كل ما وصل إليها من مستلزمات ومساعدات.
ويحذر خبراء الصحة العامة والبيئة من ما تخلفه الأمطار من برك عائمة ومستنقعات ستكون بيئة صالحة لتوالد الناموس مما يخلق أوضاعا صحية كارثية.
ومن جهة أخري حذرت الأمم المتحدة من تواصل هطول الأمطار الغزيزة والفيضانات المفاجئة التي تعقبها في أنحاء السودان المختلفة، من حدوث فجوة غذائية حرجة في مواد الإغاثة، ومن التأثير على مستويات الأمن الغذائي بصورة مثيرة للقلق. وقالت إن نحو 15 ألف شخص تأثروا بالسيول والأمطار، ليبلغ عدد المتضررين نحو 165 ألفاً، فيما بلغ عدد المنازل المدمرة أكثر من 40 ألف منزل، إضافة إلى تضرر أكثر من 21 ألف منزل في 15 ولاية من أصل ولايات البلاد البالغة 18 ولاية، فيما ارتفع عدد القتلى إلى 89 قتيلا و30 إصابة.
وفي ذات السياق قدرت مفوضية العون الأنساني الحكومية أعداد المتضررين بنحو 165 ألفا و300 شخص حتى أول من أمس.
وأشارت تقارير مفوضية العون الإنساني والمنظمات الإنسانية على الأرض والسلطات المحلية، إن الأمطار دمرت نحو 36 ألفا و900 منزل، جزئياً أو كلياً، في 15 ولاية من أصل 18.
وأفادت السلطات الحكومية، بأن 83 شخصًا قتلوا جراء السيول، فيما أصيب 30 آخرون منذ بداية موسم الأمطار، كما أثرت الفيضانات على ما لا يقل عن 238 مرفقًا عاما، وأن السيول جرفت 1560 مصدرًا للمياه وأكثر من 1500 مرحاض، وفُقد أكثر من 330 رأسًا من الماشية، وتضرر أكثر من 5200 فدان من الأراضي الزراعية جراء الفيضانات.
وتشير تقارير صحفية إن عمليات الوصول للمتضررين تواجه صعوبات بيروقراطية وإدارية معقدة، وأُبلغت بعض المنظمات الإنسانية عن تأخيرات في تصاريح السفر، مع متطلبات بتقديم تفاصيل ، بما في ذلك تحديد الموقع الدقيق وتاريخ تقديم المساعدة والتقييمات.
وأدت مطالب تعقيدات السفر الجديدة إلى تأخير الحركة المخطط لها من المنظمات من الخرطوم إلى بقية الولايات، وعرقلت سرعة الاستجابة.
وأدت مياه السيول والفيضانات في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق ووسط دارفور إلى تقييد حركة الإمدادات التجارية والإنسانية مؤقتًا. ففي الجزيرة أفادت التقارير بأن هناك 9 قرى محاطة بمياه السيول، وأن الطريق الرئيسي الذي يربط المنطقة برئاسة الولاية وأنحاء البلاد تضرر جراء الفيضانات، وأن السلطات والمجتمعات المحلية تتولى أعمال الصيانة لتسهيل الحركة.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للأمن الغذائي “أوتشا” من حدوث فجوة حرجة في مواد الإغاثة، لأن المنظمات فشلت في تخزين الإمدادات مسبقاً قبل موسم الفيضانات بالأضافة الى إن مجموعات الأمن الغذائي وسبل العيش والمأوى والمواد غير الغذائية والتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، أفادت بوجود فجوات كبيرة من حيث الإمدادات في جميع أنحاء البلاد، ومن تأثير جرف الأراضي الزراعية على مستويات انعدام الأمن الغذائي بشكل مثير للقلق.