المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية قام بزيارة لمعسكر (كلما) للنازحين بدارفور..ولكن أركو مناوي لا يريد زيارة المعسكر ولا يستطيع…!! ولكنه ذهب إلى المناقل (أكثر من مرة) ليلتقي بصديقه (عبد الباقي علي) قيادي المؤتمر الوطني وشريك الشركات المتكاملة التي ورثت آليات مشروع الجزيرة عن طريق (الفايظ) والإعفاءات المليارية والصفقات (الفالصو) ..وصادرتها منهم لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد الأموال العامة…فغضب مناوي وقال إن اللجنة مسؤولة عن السيول والفيضانات…!
هل يعلم مناوي أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “كريم خان” قام بزيارة هذا الأسبوع إل معسكر (كلما) واستقبلته بالترحاب حشود الغفيرة من ساكني المعسكر ومواطني المنطقة..فلعلهم يأملون على يديه ما لم يجدوه من أولادهم (بتاعين الحركات)..! وقد وعدهم الرجل (على اقل تقدير) بتحقيق العدالة وتحسين أوضاعهم إلى الأفضل.. طبعاً إن لم يستطع أن يفعل شيئا لهم فلعل في (تطييب الخواطر) بعض الأجر..!
وقد أخبرنا المدعي العام بما لا يعلمه مناوي وجبريل إبراهيم وجماعتهم عن وجود (175) معسكر آخر..وخلال اللقاء طالبه ممثلو المعسكر بتوفير الحماية للمدنيين ومحاكمة مرتكبي جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وتوجيه المنظمات لتوفير الغذاء للنازحين.. وشكروه على الزيارة وقالوا إنها كانت ذات معنى لأسر الضحايا…يا تري هل أركو مناوي غاضب أيضاً من هذه الزيارة..؟
ثم لعل مناوي لم يقرأ أو يسمع بالانطباعات التي كتبتها “لويز ووكر” مديرة برنامج التنمية للملكة المتحدة بالسودان 2019-2022…! لقد قالت يا سيدي أنها جاءت للسودان ورأت كيف أطاح السودانيون بشكل جماعي بنظام فاسد وقمعي وطالبوا بأن ينعم مستقبلهم بالسلام والعدالة والحرية..(لم تذكر تأدباً مذابح الانقلاب ولا سيرة “عبد الباقي” علي ولا الشركات المتكاملة التي نهبت آليات مشروع الجزيرة).. ولكنها أضافت: الوضع الآن أصبح مختلفاً وأملي ألا تكون الخسارة نهائية…!!
هذا من باب تذكير أركو مناوي والبرهان بالفوائد (التي جناها السودان من الانقلاب) والتي نستشفها من بعض ملامح تقرير هذه السيدة البريطانية: تقول: كنت أقود جهود المملكة المتحدة مع مانحين آخرين للالتزام بتعهدات بلغت أكثر من (500) مليون دولار من برنامج دعم الأسر (ثمرات)..وسقط أول حجر من الدومينو في تسديد متأخرات السودان للبنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي وصندوق النقد الدولي مما فتح الباب لجمع أكثر من (3 مليار دولار) في تمويل جديد للتنمية في مجالات: منها الكهرباء والزراعة والتعليم والصحة..ونفّذ السودان (طبعاً قبل انقلاب الشؤم) إصلاحات اقتصادية حدت من ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة..وفي وقت قياسي وصل السودان إلى أول مرحلة بارزة في تخفيف أعباء الديون..ووافق أعضاء نادي باريس على شطب أكثر من (14 مليار دولار) من جملة 56 مليار دولار تراكمت من النظام السابق..وكانت بداية جريئة لتغيير المسار الاقتصادي والبدء في تنمية متصاعدة وتوفير فرص للشباب وعودة السودان للمجتمع الدولي..!
تقول هذه السيدة (التي تستفز من غير أن تشعر وطنية جماعة الانقلاب) إن انقلاب 25 أكتوبر قلب معادلة التقدم في الاقتصاد والسلام والعدالة..ولكن سوف يستمر عمل المعونة البريطانية لان أوضاع المواطنين تزداد سوءا بكل المقاييس..ونعمل على تزويد أكثر من مليوني شخص بالمساعدات الغذائية المنقذة للحياة ونعمل كذلك في مجال المساعدات الطبية والإغاثة الطارئة..واستثمرنا في المجتمعات المحلية بدارفور لمساعدة المزارعين على تسويق محاصيلهم..ونعمل على توفير التمويل مع برنامج الغذاء العالمي لمجابهة الحاجة الملحة لـ 11.4 مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي)..!
وتؤكد المديرة (الخواجية) على استمرار عمل فريقها في توصيل المياه الصالحة للشرب وبأسعار معقولة في الفاشر والجنينة مع التركيز على وضع المياه المتدهور في بورتسودان..(طبعاً هذا لا يرضي مناوي والأمين ترك فارس إغلاق الموانئ) وأعلنت أن وكالتها أقامت دورة مجانية لأكثر من 8000 مشارك من جميع أنحاء السودان عن طريق مؤسسة طومسون العالمية الشهيرة لمكافحة المعلومات الخاطئة..ودشنت ابتعاث 18 من أبنائنا الخريجين للملكة المتحدة على منحة (شيفنينغ) لمدة عام كامل لإكمال دراساتهم العليا…!!
قالت في ختام تقريرها (يمنحني هؤلاء الشباب الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً ينتظر السودان)..ما رأي البرهان وجبريل و عقار يا ترى..! الله لا كسب الانقلاب..!
murtadamore@yahoo.com