في تكرار لمشهد العبث الذي حدث في باشدار بمنع قوى الحرية والتغيير من اقامة منصة مخاطبة هناك، تفاجأ الجميع ببيان للجنة مقاومة امبدة العاشرة تمنع فيه حزب البعث العربي الاشتراكي من اقامة ندوة سياسية في امبدة، حجة اللجنة ان هذا الحزب يتبع لقوى الحرية والتغيير ( التي سحلت وقتلت الثوار) التعبير بين القوسين من بيان اللجنة بالنص!!!!!
الانقسام الراهن في صفوف الثوار بين قوى حرية وتغيير ولجان مقاومة وجذريين، أوجد مساحات واسعة تتحرك فيها القوى الظلامية مخترقة لاجسام لجان المقاومة الغضة، ومحدثة ردة كارثية عن اهداف الثورة في بسط الحريات والاختلاف بالتي هي احسن.
هذا الانقسام بين كيانات الثوار اذا لم ينته سيدفع ثمنه الشهداء والمصابون والثورة ومستقبل الوطن المدني الديمقراطي.
لا تستطيع لجان المقاومة ان تنجح في إيصال الثورة إلى مبتغاها لوحدها، فهي في نهاية الامر مجموعات شبابية تملك الحماس وتعوزها الخبرة والقدرة السياسية، كما ينقصها الامتداد الفكري والانتمائي في قرى ومدن وحلال وفرقان السودان.
لا يمكن ان تزايد لجان المقاومة على تضحيات الاحزاب السياسية، ولا يمكنها ان تلغي دورها، كما لا يمكنها ان تتحول من لجان مقاومة للاستبداد إلى لجان استبدادية.
نفخ وتضخيم قيمة وقدرة لجان المقاومة وتحويلها إلى قوة عظمى لا يأتيها الباطل من خلفها او من امامها هو عمل مضر يبدو انه بدأ يحولها إلى تجمع مهنيين جديد، وسيصل بها النفخ إلى مرحلة الانفجار بالاختراقات والانقسامات، كما نشاهد اليوم.
على لجان المقاومة ان تقاوم الاختطاف الذي بدأ يظهر داخلها من قبل كوادر القوى الظلامية، وأن تتمسك بقوة بحماية شعار الحرية في النشاط والعمل السياسي الذي رفعته ثورة ديسمبر وقاتلت من أجله الاحزاب والنشطاء السياسيين لسنوات طويلة ضد كل أنظمة القهر والاستبداد.
تمرير البيانات الاستبدادية، وإظهار وجه قبيح للجان المقاومة هو ضربة للثورة وإهانة للشهداء واهدار للتضحيات، وقتل عمد لأحلام الشعب السوداني في مستقبل مدني ديمقراطي، فهل يسمع عقلاء لجان المقاومة؟!!
يوسف السندي
sondy25@gmail.com