أيام في تركيا (2)

أودعنا سيارتنا في جراج قريب في صفي سيارات ممتدين لقاء مقابل مادي زهيد واتجهنا صوب البحر.
في الطريق محال تجارية أنيقة تقدم وجبات سريعة ومشروبات مختلفة في نسق نضيد. استرعى تنبهي صف أكشاك تعرض صنفا موحدا يأخذ شكل نصف كرة يضفي ألوانا متناسقة فسألت مرافقنا فقال إنه بطاطا يحوي إضافات من التوابل والزبيب وبعض المكسرات.
يمنانا جسر البسفور المعلق الشبيه بجسر توتي غير أنه يمتد طولا مداه نحو كيلومتر ونصف.
وهو أول جسر يربط قارة اوروبا التي نقف على ساحلها وقبالتنا أختها القارة الٱسيوية ويبدو لي ان عرض البحر قريب للنيل الأبيض عند امتلائه مواسم الدميرة وهنا أضيق مواقعه.
كما أن الجسر يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود.
أمامنا بواخر بديعة تمخر في تمهل وهي تحمل أفواج السياح الذين يأتون لزيارة الجسر الشهير وفق برامج تعدها جهات سياحية.
هالني العلو الشاهق للجسر المسنود بأعمدة فولاذية ضخمة ترتفع مقدار عمارة من نحو 3 طوابق تمرق تحتها سيارات مسرعة في الاتجاهين.
تعبر الجسر بين القارتين يوميا نحو 200 ألف سيارة ونسبة لشهرته يظهر في افلام متعددة ويعد من أهم المعالم السياحية التي تعج بالمتنزهين من كل جنس ولون.
بالطبع التقطنا صورا متعددة توثيقا لهذه الزيارة الجميلة التي ستظل خافقة في الوجدان.
عندما غادرنا البحر كان يرسل هواء منعشا يناغي الدواخل ويتردد في ذهني سؤال مترع بالحلم:
هل يربط السودان يوما بالجزيرة العربية جسر أو نفق كما وعد مرشح برلماني ناخبيه يوما فصار مثارا للتندر؟!

أنور محمدين
استانبول