سيدات دلقو الخرطوميات

نڜأت بنت عمي الحاجة علوية عبد الحميد نصر في حلة سعدنكورتى شمال بالمحس المتاخمة دلقو وأمها فاطمة بدري دياب الملقبة فاطمة موشة تيمنا بحبوبتها وموش بالنوبية الشوق.
كان بيتنا وبيت عمي عبد الحميد متجاورين بذا تربينا كأسرة واحدة ففي النهار معا في الزراعة ولقيط الرطب وحش التمر ورعاية البهايم وفي الليل نلتقي بعد العشاء في أحد البيتين نتسامر حتى يهدهدنا النعاس.
هكذا عشنا معا في حميمية حتى تزوجها ابن عمها عبد العزيز نوري نصر وهي بعد صبية غضة وهو بالنسبة لي عم وخال ورحلها لأمدرمان أمبدة السبيل وهو في طليعة من سكنها من أهلنا حيث بنى بيته هناك 1958 بعد أن وصل الخرطوم 1954 وعمل سائقا في مدرسة الدايات أمدرمان حتى تقاعد وقد شجع أوائل أهلنا على السكن في أمبدة الردمية الذي كان أساسا لتشكل حلة ناسنا الجميلة فيها.
لاتزال علاقتنا متقدة بالخرطوم نكاد لا نغيب عن بعضنا.
في إجازتي الأخيرة بالسودان أطلت علوية مساء يوم طلي في بيتنا في بلاد الحاج يوسف وكان الانشراح.
لكن ما كادت تسلم وتجلس حتى انهمر المطر بغزارة كأنما اندلق خشم قربة السماء مدرارا وقطعت الكهرباء وظل البرق يضيء البرندة التي تموضعت فيها أسرتنا وانداح السمر الرضي.
في قلب ذلك الجو المطير المثير سألتها:.
حينما جئت العاصمة ( زهاء 60 عاما ) من كانت هنا من بنات البلد السباقات للخرطوم فعددتهن:

زينب محمد عثمان حاج الأمين
هانم شيخ إدريس همت
ٱمنة عالم شريف
روضة علي والدة ناس خضر عبد الرحمن
بتول علي إدريس
فاطمة محمد فقير ( فاطمة نفيسة أرباب)
مريم محمد المحسي .. ماسي زوجة عبد السلام صالح

وأضيف من معلوماتي أن هناك 3 سيدات سكن في بحري قبل قدومها لكنهن عدن للبلد وبقين فيه:

فاطمة محمد حسين
عائشة شيخ إدريس
عائشة الأمين

هذا مجمل حصادي عن ال 10 اللائي بشرن بالخرطوم مبكرا في ضوء عنايتي بالتوثيق وهو على صدر اهتماماتي ومرحبا بالتصويب والإضافة لمزيد الإحكام.

اليوم يربو تعداد أسر دلقو في الخرطوم على ألف أسرة وفي دنقلا 50 أسرة وبالطبع المناطق الأخرى شبيهة أوضاعها وهو مؤشر على حجم نزف الهجرة المطردة من الولايات للعاصمة التي بلغ تعدادها 12 مليونا من 40 مليونا ما يشكل 30 في المية ولايزال سكان السودان بتجمعون في الخرطوم في ظاهرة مقلقة ذات أبعاد مخلة ما يحتم ضرورة اتخاذ سياسات فاعلة لترغيب الهجرة المعاكسة ( التنمية المتوازنة) .. النزوح الهائل من العاصمة في العيدين مظهرا.
عالميا سجل حديثا تفوق تعداد سكان الحضر على أهل الريف لأول مرة في التاريخ.

شكرا بنت عمي الست علوية
جمعنا الله في المسرات

أنور محمدين
سياتل
صفحة أشواط العمر في فيس
جريدة التحرير الإلكترونية