*هذا المواطن الذي نخصص له كلام الناس اليوم مواطن عادي من غمار الناس أي أته ليس من الصفوة ولا من أصحاب الحظوة،إنه مثله مثل غيره من السودانيين “الفاضلين” الذين ظلوا يتحملون كل الأمطار السياسية والإقتصادية والأمنية التي”صبت”على رؤوسهم،كما ظلوا يتحملون مسؤولياتهم تجاه أسرهم وتجاه الوطن في صبر وجلد يحسدون عليه.
*هذا المواطن لم يعد يعرف لمن يشتكي، وهو يدرك أن الشكوى لغير الله مذلة، وهو يعلم أن الجماعة “سادين دي بطينه ودي بعجينه”، إضافة إلى أنه لم يعد يندهش من الذي يجري حوله بلا إنقطاع، وأنه من كثرة المفاجأت التي يواجهها كل صباح لم يعد يحس بالمفاجأة، وبالتالي فقد الإحساس بالدهشة، خاصة تجاه ما يجري في الأسواق من إنفلات جنوني بلا رابط ولا ضابط.
*هذا المواطن “إندهش” – وهو إحساس لم يشعر به منذ سنوات خلت – عندما إستمع إلى شكوى صديقه “الطبيب” من إرتفاع تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة، التي غمرت البلاد على حساب المستشفيات العامة التي حضعت مع سبق الإصرار والترصد إلى عملية تجفيف متعمدة بدعوى نقل الخدمات الصحية والعلاجية إلى الأطراف، ولعن”الطبيب الشاكي” الذي كان السبب في ذلك!!.
*إستمع المواطن العادي إلى صديقه طبيب الأسنان في “دهشة” وهو يشتكي من من المبلغ المليوني الذي ينبغي أن يدفعه لجلسة واحدة لقريبه الذي أصيب بالفشل الكلوي، وإضطرته الظروف للذهاب به إلى مستشفي خاص، وقال “الطبيب” أنه لايستطيع دفع هذا المبلغ المليوني لقريبه في كل جلسة، لذلك فإنه يسعى لتحويله إلى مستشفى أو مركز علاجي لايكلفه هذا المبلغ.
*المفاجأة التي كانت تنتظر المواطن موضوع كلام اليوم، إكتشافه في ذات اليوم أن تكلفة تركيب أسنانه بمبلغ مليوني لم يكن يخطر على باله، فإضطر أن يطلب من صديقه الطبيب – صاحب الشكوى عاليه – كي يقسط له المبلغ المليوني المطلوب منه!!.
*هذا المواطن الذي تحمل ومازال يتحمل الإنفلات الجنوني في الأسعار لم يكن يتوقع أن تصاب الخدمات الطبية والعلاجية بعدوى “جنون الأسعار” لكنه وجد الطبيب نقسه يشتكي من هذا الجنون!!، إضطر صديقنا المواطن لإعادة حساباته التي لم يعد “يحسبها” منذ سنوات خلت ، لانه يخشى على نفسه إذا حسبها بالمنطق والعقل ان يفقد ما تبقى من عقله.