“شهادة الليل” .. خريجو غورودون التذكارية “نجارون وترزية” وابتدائية
عندما تسمع أن فلاناً تخرج في كلية غوردون التذكارية بالخرطوم، الشهيرة محلياً بكلية غردون، فلا تظنن أنه أكمل دراسته الجامعية، تمهل قليلاً يا صاحبي.
فعندما شرع هربرت كتشنر في تأسيسها 1898 _1902، اطلق عليها اسم “كلية غوردون التذكارية” تخليداً لذكرى تشارلز جورج غورودون “غورودون الصيني” الذي لقى حتفه على يد المهدويين، فجمع الرجل كلية المعلمين (ثانوية) مع مدرسة الخرطوم الأولية “ابتدائية”، وضم إلى جانبهما مجموعة من الورش المهنية لتعلم النجارة والميكانيكا والخياطة وخلافه” تدريب مهني”، كان ذلك عند افتتاحها أواخر عام 1902.
وفي 1905، طبقت كلية غورودون سلم تعليمي جديد يتكون من مرحلتين ” أولية وثانوية عامة”، وقسمت المرحلة الثانوية إلى نظامين، سنتان لتخريج مسّاحين ، وأربعة لتخريج مساعدي مهندسي المساحة والملاحظين.
وأضيفت لاحقاً، مدرسة حربية(ثانوي)/ ما بعد الابتدائي، لتخريج الضباط. كما أسندت لقسم المعلمين (ثانوي) ما بعد الابتدائي، مهمة تخريج مدرسين للمدارس الابتدائية (الأولية).
وظلت كلية غوردون، ياصديقي العزيز، مجموعة مدارس ابتدائية وثانوية مهنية وحربية، حتى عام ١٩٢٤، حيث تم الغاء القسم الابتدائي واصبحت الكلية ثانوية بالكامل، وضمت اقسام:
١. الكتبة.
٢. المعلمين.
٣. القضاء الشرعي.
٤. المحاسبة.
٥. العلوم.
٦. الهندسة.
وكلها أقسام ثانوية.. ثم أُعلن عن مدرسة كتشنر للطب في نفس العام كأول كلية جامعية في السودان. تلتها:
١. البيطرة 1938
- الحقوق 1938
- الهندسة 1939
- الآداب 1940.
وفي عام 1946، نقل القسم الثانوي إلى منطقة وادي سيدنا، ليصبح مدرسة وادي سيدنا الثانوية.
**
يعني، اعزك الله وأكرم مسامعك، ووفقاً لهذا التدرج في السلم التعليمي و التسلسل الزمني لتطور “غورودون التذكارية”، فإنه ينبغي أن لا تغرنك جملة ( فلان خريج كلية غورودون التذكارية”، فينصرف ذهنك إلى أنه جامعي، فربما، وهذا هو الأرجح ، يكون خريج مدرسة أولية، أو نجارا، أو ميكانيكياً، أو ترزياً أفرنجياً!
