منذ أن أعلن الفريق ركن اول عبدالفتاح البرهان انسحاب القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من الساحة السياسية واخلاء الطريق للمدنيين لتسلم زمام المبادرة تمهيدا لانتقال السلطة الانتقالية لهم شكك كثير من المراقبين في مصداقيته تجاه هذا الأمر.
استمر حراكه السياسي وحراك الانقلابيين للسيطرة على مسار الحوار بين قوى ثورة ديسمبر الشعبية بدعم مؤسف من قوى خارجية تدعي حرصها على استقرار السودان وتحقيق الانتقال للحكم المدني الديمقراطي والدعوة لحوار وسط كل الأطراف السودانية بصيغ وأساليب ملتوية، فيما استمر البرهان وأركان انقلابه يتخذون قرارات تصب لصالح إعادة تمكين سدنة الإنقاذ وحماية الفساد ورد الممتلكات والاموال المنهوبةمن الشعب لهم.
لذلك لم نندهش من تصريحات مستشار الفريق ركن اول عبدالفتاح البرهان العميد الدكتور الطاهر ابو هاجة التي قال فيها ان خروج القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من الساحة السياسية لايعني مطلقا إخلاء الجو لهؤلاء للحديث غير المسؤول.
ومضى قائلا ان حديثهم عن هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ( هترشة بلا وعي) وأضاف ابو هاجة : من الأفضل لهؤلاء (ان يجودوا لوحهم) وأن لايعودوا لمثل هذا الحديث.
يعلم القاصي والداني ان مطلب إعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ظل مطروحا في الساحة السياسية ليس لاضعاف القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى إنما لتعزيز قوميتها واستقلالها وعدم استغلالها في الصراع السياسي على السلطة وتدبير الإنقلابات العسكرية.
هذا ما أكده عضو المكتب السياسي لقوى الحرية والتغيير كمال بولاد الأمين عندما قال في تصريحات صحفية ان المؤسسة العسكرية احدي مؤسسات الدولة العاملة في الدفاع عن أرض الوطن وحماية ترابه ولا احد يراهن على أهمية دعمها لاستكمال عملية الإصلاح المؤسسي وإكمال متطلبات تحقيق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان وإيقاف نزيف الحرب ودعم المؤسسات النظامية الأخرى.
قال كمال بولاد يجب التفريق بين القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وبين الانقلابيين الذين احدثوا تخريبا في كل مؤسسات الدولة بمافيها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
مرة أخرى نؤكد ليس هناك من يقلل من أهمية ومكانة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بل هناك اتفاق عل دعمها وتعزيز قوميتها واستقلالها وعدم استغلالها في الصراع السياسي على السلطة وأن إعادة الهيكلة لا تهدف لاضعافها أو تهميشها بل انها تهدف لتعزيز دورها المهني بدلا من الزج بها في اتون الصراع السياسي على السلطة.