برحيل الأستاذ المعلم الأمين غندور في القاهرة اليوم (٨ سبتمبر ٢٠٢٢) فقد أهلنا في بارا والخرطوم بحري، وأم درمان انسانا ورجلا حيويا ،يتسم بصفات عدة، بينها قدرته على مد جسور التواصل مع مجتمعه،والتفكير بعقل مفتوح ومستوعب لروح العصر وتحدياته وتطوراته.
غندور كان معلما بالمرحلة الابتدائية لسنوات عدة، وتدرج في مواقع المسؤولية التعليمية والتربوية ،وما يميزه أن معلم (الابتدائية) قبل غيره بنبغي أن يكون محبا للأطفال وصبورا ،وهكذا كان غندور.
رحيل الأمين غندور باعتباره مربيا ومعلما لأجيال يشكل فقدا كبيرا لأسرته ولنا ،وللأسرة التعليمية في مدينة بارا التي أحبها وعاش فيها أحلى سنوات العمر، قبل أن ينتقل الى الخرطوم بحري، حيث واصل وضع بصماته في مجال التربية والتعليم،أي انه فقد للأسرة التعليمية كلها في السودان.
في بارا والخرطوم ساهم في بناء أجيال وعقول كثيرة ،ورافقته في مسيرة الحياة بمحبة متبادلة شريكته ، زوجه العزيزة، عابدة، وهي بنت العمة المرحومة ستنا محمد علي المأذون.
كان الفقيد صاحب أسلوب متميز في علاقته مع فلذات الأكباد ،رانية،أحمد،رندا وحباب، اذ كان يحاور ويناقش ويستمع ويدير حوار الأصدقاء ما يتيح فرص البوح عن تفاعلات الدواخل ،وكان نهجه في النصح والتوجيه بنبض حضاري رصين،ومدرك لأساليب التربية الحديثة.
على الصعيد الشخصي فقدت غندور ،ففي اجازاتي قادما من الدوحة قبل الانتقال الى لندن حيث امتدت سنوات سفري الطويل ، كنت أحرص على أن أتوجه الى (المزاد في بحري) حيث يسكن غندور والأهل، وهناك يدور حديث عن قضايا عدة، وأسعد بروح عابده والأسرة، و كنت أقضى أيامًا هناك وسط دفء المشاعر الجميلة لأهل هم من أقرب الأقربين إلى القلب والعقل والوجدان ، بروحهم الجميلة ووجدانهم الأخضر، وتفاعلهم الانساني الحميم .
غندور لم يكن معلما تقليديا منكفئا على تكرار الدروس ،بل كان مثقفا وقارئا جيدا، ومطلعا على ضروب من ينابيع الفكر الانساني ومصادره المتعددة .
الراحل لم يكن معلما معزولا أو منعزلا عن مجتمعه السوداني وهمومه وقضاياه، كان مثلا متفاعلا مع ثورة الشعب السلمية الباهرة التي انتصرت في العام ٢٠١٩ واسقطت نظاما ديكتاتوريا، أي كان منحازا لتطلعات شعب السودان ،الهادفة لانتزاع حريته وكرامته في سبيل العيش الكريم،
أما الروح الجميلة التي جعلت من الراحل العزيز متحدثا لبقا ،يجيد طرح رؤاه وقناعاته ويدافع عنها بجسارة ووضوح ، كما جعلت منه عاشقا لمصادر المعرفة والثقافة ،فهي مستمدة من وعيه، وأيضا من والده القاضي أحمد خضر غندور.
الأمين غندور رحل وكلنا راحلون، لكنه ترك لي شخصيا ذكرى طيبة ،والأهم انه ترك أسرة تحب أهلها في بارا وأي مكان في السودان وخارجه ، وتجيد التواصل الانساني الخلاق ،وفي صدارتها نور وحسن وعابدة ونفيسة وراشدة ونجوى وأماني بنات عمتنا الراحلة ستنا والعم الراحل اسماعيل الفكي،وهم أصحاب البيت المفتوح للأهل والضيوف .
نسأل الله أن يرحم الفقيد رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته ،والتعازي للأشقاء صديق، عثمان،عمر، والتايه، ولفاطمة غندور، وللحبيبة زوج الراحل عابده، وأحمد ، و رانية ، ورندا ،وحباب، والأهل. (انا لله وانا اليه راجعون) لندن ٨ سبتمبر ٢٠٢٢
الا رحم الله الفقيد رحمة واسعه ونساله تعالي ان يوسع مدخله ويكرم نزله ويهون عند المسألة سؤله ويجعل الجنة ماواوه ومتقلبه وان يلهم آله وذويه ومعارفه وتلاميذه الصبر الجميل
إنا لله وإنا اليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ربنا يرحم ابن الخال ويصبر اسرته،صادق العزاء لكل الاسرة والاصدقاء ،و لتلاميذه