عاد تجار الدين لممارسة تجارتهم الزائفة بإدعاء حماية الدين والفضيلة والاخلاق، ولم يجدوا كالعادة غير ملابس وشعر النساء، ولقد تناقلت الأخبار فرض غرامة مالية على إحدى الطالبات (وقعت) الطرحة من رأسها، وُمنعت أخريات من الدخول الى الحرم الجامعي لارتداء البنطلون، واستفحال ظاهرة التحرش والتنمر على الفتيات والنساء في الشوارع والوسائط بالنظر الى ما يرتدين من أزياء، ووصفهن بأسوا النعوت من اصحاب الاقنعة الزائفة وأسوا الناس فعلا واخلاقا، خوفا على اقنعتهم من السقوط ومواصلة تجارة النفاق والمتاجرة بالدين !
يحضرني هنا تعريف للنفاق للكاتب المغربي المعروف (سعيد ناشد) .. “النفاق هو أن نبرر كوارثنا ومصائبنا ببعدنا عن الله، رغم اننا اكثر الشعوب إدعاءا بعبادة الله، وأن نُرجع فشلنا إلى أن نساءنا كاسيات عاريات رغم أنهن أكثر نساء البشر تغطية لأجسادهن، وأن سبب بؤسنا هو غضب الله وسخطه علينا! تطبيقنا لهذا المنطق نفسه سيقودنا إلى أن أزدهار أمريكا و قوة أوروبا هو لرضا الله ونعمته عليهما” !
“النفاق هو أن تعلم علم اليقين وبالأرقام، أن المجتمعات الأكثر تدينا في العالم هي أيضا الأكثر فسادا في الإدارة، والأكثر ارتشاء في القضاء، والأكثر كذبا فى السياسة، والأكثر هدرا للحقوق، والأكثر تحرشا بالنساء، والأكثر اعتداءً على الأطفال، ثم تقول للناس: “إن سبب فساد الأخلاق هو نقص الدين”!
“النفاق هو أن ترى أفغانستان وباكستان ومصر تزيد نسب التحرش فيها عن 90% ثم تقول أن سبب التحرش هو ملابس المرأة”!
“ليس هناك نفاق أسوأ من أن تطالب بتطبيق الشريعة فى بلدك ثم تهاجر للعيش فى بلد علماني، وليس هناك نفاق أوقح من أن تطالب بزيادة مواد الإسلام في المنهج الدراسي ثم تسجل أبناءك فى إحدى المدارس الاجنبية، وليس هناك نفاق أحقر من أن تحرق العلم الأمريكي بمناسبة وبدون مناسبة، ثم تقف فى طابور سفارتها لأجل الحصول على تأشيرة الدخول”!
“النفاق هو ألا تكترث لفساد الرشوة والتهرب الضريبي وتبييض الأموال، وفساد جهاز القضاء، وفساد الغش فى السلع والمنتجات، وفساد مافيات المخدرات وتهريب البصائع، ثم ترى الفساد كل الفساد فى مجرد تنورة أو بنطلون أو قبلة في لوحة” !
“النفاق هو أن ترى الكثير من السيدات اللواتي يحكمن العالم في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا وشرق آسيا وأفريقيا، وصندوق النقد الدولي ومحكمة العدل الدولية ومعظم منظمات الأمم المتحدة تتولاها سيدات، وتشاهد وزيرات الدفاع في النرويج والسويد وهولندا وألمانيا وإسبانيا واليابان، ثم تقول أن المرأة لا تصلح للعمل العام”!
“النفاق هو أن تعتبر كل نساء الأرض ناقصات عقل ودين، وعورات وحبائل الشيطان وحطب جهنم، إلا أمك فإن الجنة تحت أقدامها”!
“تخلفنا ليس لأننا بعيدون عن الدين، ولكن لأننا لا نأخذ بأسباب التقدم والتطور، ولفسادنا وفساد القائمين علينا، ولاننا نظن أن الله لم يهدِ إلا سوانا .. إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء”!
وأضيف لحديث الكاتب: ” النفاق هو ان تفرض غرامة على طالبة لأن طرحتها وقعت من رأسها، وتمنع التي ترتدي البنطلون من دخول الجامعة، وتتحرش بالنساء والفتيات بسبب ما يرتدين، ثم تغش وتسرق وتنهب وتزني وتغلق فمك الواسع من قول كلمة حق في وجه سلطان جائر، وترتدي قناع النزاهة والشرف والعفة لتخفي فسادك خوفا من الناس ولا تخشى الله !