مساء الجمال من دوحة العرب .. كانت أمسية الجمعة (9 سبتمبر 2022م) أمسية كل الأماسى بحق حيث كانت أمسية راقية وانيقة الحضور والمقام .. وكان ذلك على قناة الجزيرة مباشر حيث تم البث لهذه الأمسية الثقافية الباذخة بالتعاون مع مركز الجزيرة للتدريب الإعلامى .. وعند مدخل الصالة كان هناك منظر لن انساه ابدا حيث كان هناك مجموعة من البراعم يقوموا بمهمة التفتيش بشكل درامى على نسق القيادة العامة فيخاطبوك (أرفع ايدك فوق التفتيش بالذوق) فأستجبت لهم حيث تم تفتيشى بالذوق و قد أثرنى هذا المشهد تأثيرا شديدا حيث انصرفت ذاكرتى نحو القيادة العامة وتذكرت التروس و الثوار حراس التروس عندما كانوا يمارسون هذا الاسلوب الراقى فى التفتيش ودائما اقول ان هذه الثورة هى ثورة وعى ومفاهيم قبل كل شئ .. وتذكرت ان فيهم من استشهد على منصة التروس والشهيد عباس فرح ليس ببعيد .. طافت بى الاشجان والاوجاع واخذت بى ماخذا بعيدا ..
هذه الأمسية كانت احتفالية بالفنانة القديرة وملهمة الثوار أصيل دياب وهى فنانة الجرافيتى الأولى فى السودان .. حيث كانت لوحاتها الجدارية فى ساحة الاعتصام واعمالها الفنية الغنية ساهمت بشكل كبير فى توصيل فكرة الثورة لان اللوحة والرسم والعمل الفنى عموما يختصر كثيرا من الكلام .. وخاصة اهتمامها بالشهداء والتركيز عليهم وهم الذين فاضت ارواحهم الطاهرة لأجل هذا الوطن الحبيب ونحن على العهد بأن دماءهم ستكون الأولوية وقبل كل شئ .. وانهم فى الوجدان والخاطر وعمق الذاكرة الحية ولن يبرحوها ابدا ..
وقد جسدت الفنانة أصيل بريشة حاذقة واحساس إنسانى ووطنى عالى فى توصيل الفكرة وروح الثورة بشكل كبير .. وقد عانت ما عانت ووجدت كثيرا من المضايقات والترصد الامنى وهى التى قضت جل حياتها بفرجينيا بأمريكا والان تقيم بالدوحة فقد تركت كل هذا وهاجرت صوب الوطن لتقف مع الثورة والثوار إبان مرحلة الثورة بكل الصمود والقوة فلك التحية ايها الكنداكة الرائعة..
وقد أدار هذه الأمسية بإقتدار ومهنية عالية الأخ و الصديق الصحفى والاعلامى المميز جعفر عباس بكلماته الجزلة وحضوره الأنيق وهو المؤسس لقسم ضمان الجودة التحريرية بشبكة الجزيرة الإعلامية ..
وتم عرض مسرحية عن شهداء الثورة قدمها شباب الجالية السودانية بقطر والمسرحية تحمل مضمونا راقيا وعميقا من اخراج الفنان المسرحى القدير و المعروف محمد السنى دفع الله وكان عملا دراميا مميزا تفاعل معه كل الحضور بتأثر بالغ ..
و تناولت فى حديثى فى هذا المحفل دور الفن والرسم التشكيلى بشكل عام فى رفع مستوى الوعى و توصيل الرسالة لعمق الذاكرة لتصبح اكثر رسوخا من الحرف ونذكر ان العمل الدعائى لتفعيل الحراك الثورى كان يعتمد بشكل أساسي على الرسوم المصاحبة للمنشور اكثر من المنشور نفسه .. وايضا تحدثت عن ضرورة تخصيص مكان وليكن ساحة الاعتصام بالقيادة العامة وذلك لإعادة رسم اللوحات الجدارية التى جسدت روح الثورة بعمق المعنى حيث تم طمسها بأيادى الجهل والخراب من قبل المغول والتتار فى ليلة فض الاعتصام .. وايضا تحدثت عن محاور أخرى بهذا الخصوص ..
وقد كان من الحضور الاستاذ عبدالرحمن نجدى مدير عام مؤسسة السينما بقطر والفنان القدير المعروف محمد السنى دفع الله والسفير احمد دياب صاحب الكتاب المشهور (خواطر وذكريات ديبلوماسية) والد الفنانة أصيل دياب و دكتور طارق الشيخ الصحفى والمحلل بقناة الجزيرة والصحفى جمال محمد احمد والدكتور فراج الفزارى مستشار وزير البيئة بقطر والقاص و الروائى المعروف .. وهذا على سبيل المثال لا الحصر ..
وقد كان الحضور بشكل عام لهذه الأمسية الباذخة الجمال جمع مقدر من الوان الطيف الثقافى الرفيع والذين هم فخر وعز الوطن الحبيب فى كل محافل الدوحة وقطر على كافة الاصعدة وفى كل المجالات تجدهم لهم القدح المعلا والحضور المميز فبكم نعانق النجوم شرفا باذخا على جبين الوطن الغالى..
وللحق فإن دوحة العرب بها هامات وقامات سودانية سامقة ونموذج راقى ومشرف ومشرق لوطنى الحبيب ويكفى أنهم حضور فى مجلس الوزراء والمجلس السيادى الآن وعلى رأسهم صديقى الأستاذ محمد الفكى عضو مجلس السيادة و الصحفى المميز بصحيفة العرب القطرية وهو الإنسان الرائع والخلوق بحق .. كما نشر الاستاذ محمد الفكى عدد من الكتب منها صباحات زاهى ومساء الجنرالات (مجموعة قصصية) ورواية حكايات السوق القديم وتحديات بناء الدولة السودانية .. و هو الآن عضو مجلس السيادة والناطق الرسمى بإسم المجلس ..