استأنف مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة نشاطه الثقافي والفني بليلة شعرية بعنوان “معاني الشعر”، تحدثت فيها الشاعرة والاعلامية ابتهال محمد مصطفى نائب مدير بيت الشعر بالخرطوم، والشاعر زكريا مصطفى ، فيما أدار الأمسية الناقد أبو عاقلة إدريس، وتخلل هذه الأمسية عدد من القرآءات الشعرية للشاعرين . استهل الأمسية أبو عاقلة إدريس حديثه بقرآءات شعرية للشاعر محمد محمد عل، ثم طرح عددًا من الأسئلة الحوارية حول الشعر، مشيراً إلى سؤال مفهوم الشعر؟ فيرى الشاعر زكريا مصطفى صاحب ديوان “تسلقت نخل الكلام” في إجابته بأن مفهوم الشعر سؤال كبير، وهو يكتمل بصورة كبيرة وواسعة بعد خوض الإنسان في التجربة الشعرية، والوقوف على متون الشعر وبحوره، والتعريفات الكثيرة للشعر حول هذا المفهوم. وصفت الشاعرة إبتهال مصطفى صاحبت ديوان “الإشارات الخفية” هذا اللقاء بأنه انتصار للشعر والشعراء، وقالت فيما يتعلق بمفهوم الشعر، فإنَّ الشعر بالضرورة نتحسسه في وجداننا وجوانحنا وفي حياتنا، وأضافت أن الشعر هو الكائن الوحيد الذي جعل الأمة العربية تتوحد في كل نكباتها، مشيرة إلى قصيدة الشاعر نزار قباني التي دفعت الشعوب إلى أن تصفق لها في كل العواصم العربية كدلالة بالغة عن ماهية الشعر ومفهومه. وذهبت ابتهال حول هذا السؤال إلى أن الشعر هو عالم كبير فالشعراء هم الذين يقومون بتقسيم هذا العالم، وبالتالي رسمه بوضوح وجمال يستأنس له القلب، وخلصت إلى أن الشعراء هم الذين يقدمون رسالة الشعر، وهم في حقيقة الأمر أصحاب الحكمة في هذا المضمار، وأسياد الكلمة الحلوة في هذه الحياة. وقال مصطفى زكريا أنّ الجوائز الشعرية تعدُّ شكلاً من أشكال الاعتراف بجودة ومكانة التجربة الشعرية للشاعر خاصة من قبل النقاد الذين يقومون هذه التجربة، وهذا الاعتراف يجعل الشاعر أن يتقدم إلى الامام وبالتالي يقوم بتجويد شعره. وتوقفت ابتهال حول سؤال أبو عاقلة عن الشاعر اللبناني الراحل محمد علي شمس الدين، فقالت إنه أحد الشعراء الأفذاذ الذين يقفون على تجارب تلاميذهم من الشعراء، ومن ثم يقدمون النصح والإشادة بأشعارهم، وكشفت أنها التقت به في الامارات عام 2015م، مشيرة إلى اعجابه الشديد بشعرها، موضحة أن الشاعر محمد علي شمس الدين كان له الفضل في طرح فكرة إنشاء بيوت الشعر في العواصم العربية. وبشكل عام، أكدت ابتهال على احترم تجربة الراحل محمد علي شمس الدين، وتمنت أن يكون مدرسة ونموذجاً يحتذى به. أجاب الشاعر زكريا عن سؤال حول النقد، فقال: إن النقد مطلوب جداً في العملية الابداعية، ولكن على الناقد أن ينظر إلى التجربة بجوانبها المتعددة، وحقيقة أن النقد هو عافية للشعر وداعم له، وبالتالي يدفع بمسيرة الشعر والشعراء إلى اتجاه التجويد، وصقل التجربة، وأوضح: أنا مع النقد الهادف الذي يرفد التجربة، ويدفع بها إلى الإمام، ويفتح آفاقاً جديدة للشعر والشعراء. وأشارت ابتهال إلى أنها تنتمي إلى جيل الشباب في كل مكان وزمان، وقالت أنا فخورة جداً بهذا الانتماء، وفخورة بتجاربهم، وأعتد بهم كثيراً، بخاصة أن هؤلاء الشباب يمثلون جيل صحوة الشعر الفصيح في السودان، وهم كثر، ولا تسعفني الذاكرة بذكرهم جميعاً. وحول كثرة الأصوات الشعرية النسائية، ذكرت ابتهال أن ظهور النساء في المشهد الشعري فخر للحركة الشعرية في السودان، ومن هنا تميزت الأستاذة الشاعرة روضة الحاج في المهرجانات العربية، وحفرت اسمها بأحرف من نور، وأتت من بعدها منى حسن الحاج، وخاضت مضمار الشعر، ثم جاءت الشاعرة مناهل فتحي حسن سالم، وآية وهبي ودينا الشيخ واشراقة مصطفى وأخريات تلقفهم المشهد الشعري بشكل لافت وجميل، وتمنت أن تجد هذه الاصوات النسائية منابر خصبة في الإعلام.
معرض حكاية وحكاية
في سياق ذي صلة افتتح المهندس جعفر بدواب معرض “حكاية وحكاية” للفنان التشكيلي جمال محمد بيومي، واحتوى المعرض على لوحات لعدد من الأوجه السودانية ذات السحنات المختلفة، ويبدو أن التشكيلي جمال بيومي يركز في التنوع العرقي والثقافي في السودان من جهة، ومن جهة أخرى زاوج في رؤيته بين الواقعي والتجريدي مشتغلاً في ذلك على الألوان، ويلاحظ أن هنالك عدداً من اللوحات اتسمت بطابع الحزن، الأمر الذي يجعل هناك عدد اًمن القرآءات للوحة الواحدة. يستمر المعرض حتى 22 سبتمبر ب2022م، بصالة العرض بمباني المركز بالجريف غرب مربع 83.